عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } رواه الترمذي .

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ) [آل عمران/191-194]
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

نور الايمان

نور الايمان

رشحنا

شــبــكــة نـور الــإ يــمــا ن

الثلاثاء، 18 يناير 2011

كندا تعلن القاعدة في جزيرة العرب منظمة إرهابية

 أعلنت كندا يوم الجمعة ان منظمة مقرها اليمن ومنتسبة لتنظيم القاعدة كجماعة "إرهابية"، في خطوة تتيح للحكومة محاكمة أي كنديين مرتبطبن بها.وألقي اللوم على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محاولة لتفجير طائرات هذا العام باستخدام عبوات حبر ملغومة فضلاً عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة قرب ديترويت يوم عيد الميلاد في عام 2009.
ويجرم إعلان التنظيم جماعة "إرهابية" العمل معه أو التبرع بأموال له كما يمنح مسئولي إنفاذ القانون السلطة لمصادرة أصول مالية ربما تمتلكها الجماعة في كندا.
وبحسب وكالة رويترز فقد أعلنت كندا 42 جماعة كـ"كيانات ارهابية" بينها القاعدة وحزب الله وحماس.

 وما هذا الإعلان إلا لضرب الجماعت الإسلاميه والحرب على الإسلام وأن من يدافع عن دينه وعرضه وأرضه وبلاده فهو إرهابي تجب محاربته وإستحلال ارضه .  ودائما أتعجب من تنظيم القاعدة هذا أين هم من فلسطين ونصرة فلسطين وضرب الكيان المغتصب الكيان الصهيوني .
 ومن ناحية أخرى لا نرى أي إجرائات تتخذ ضد الكيان الصهويوني سوى انهم مواطنون يدافعون عن ارضهم وان من حقهم أمتلاك أسلحه محرمة لدفاع عن اراضيها ومواطينها .
 الله المستعان اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم عليك بكل من يحارب الدين اللهم عليك باليهود فإنهم لا يعجزونك .

عجبآ

دائما ما تحصل اي فتنه واي تخريب نجد دائما تنظيم القاعده , لماذا لا نسمع تنظيم القاعده يحارب اليهود او يحصل تفجير لسفاره او اي مكان لليهود لا نسمع ابدا بهذا وهذا يدل قطعا ان تنظيم القاعده هذا من نسج خيال اليهود والامريكان او من صنعهم لكي يثبتوا تواجدهم في بلاد المسلمين , ومن المعلوم جيداا انه لا يجوز شرعا قتل معاهد او ذمي وانا لا ارى ان اي عمل تخريبي لا يصدر عن مسلم موحد ولو صدر من مسلم فانه جاهل مغيب  خدعه اناس يتسمون بالدين.

إحراق خمس مؤسسات يهودية في كندا

مفكرة الاسلام: قالت تقارير صحافية إن مدينة مونتريال فى كندا شهدت مساء أمس الأحد إحراق أربعة بيوت كنيست ومدرسة يهودية من قبل مجهولين.
وذكرت صحيفة "الديلى جازيت" البريطانية أن مجهولين كسروا نوافذ المؤسسات اليهودية بعد رشقها بالحجارة وتسببوا بأضرار لها بلغت آلاف الدولارات.
وأضافت الصحيفة أن المؤسسات اليهودية التي تضررت هي : " بيت كنيست رمبم – تفئيرت بيت دافيد القدس – دورشي إميت وبيت تسيون ومدرسة يبنا".
وأوضحت أن شرطة مونتريال أعلنت أنها فتحت تحقيقًا حول مهاجمة تلك المؤسسات اليهودية وأنها ستفحص أشرطة كاميرات الأمن لكي يتم تشخيص المتهمين بتنفيذ تلك الأحداث.
 وقال حاخام مونتريول روبن بوبكو "الراب المحلي للجالية": الأمر المقلق جداً بالحدث بأنه ليس فرديًّا ولكنها ضربة واحدة من عدة ضربات تتعرض لها المؤسسات اليهودية بالأشهر الأخيرة.
وأوضح بوبكو أن الضربات التي حدثت في الأشهر الأخيرة لم تلفت انتباه أحد حيث رسم مجهولون فى مارس الماضي الصليب المعكوف "علامة هتلر" على مبنى بيت كنيست بمدينة "حبيبة إسرائيل".

السبت، 15 يناير 2011

قطار الفتنة .. هل يدهس مصر؟

قطار الفتنة .. هل يدهس مصر؟


بقلم: شريف عبد العزيز


التاريخ يزخر بالكثير من المواقف الصغيرة التي تسببت فيما بعد في أحداث كبيرة وضخمة، فكم من فعلة أو لفظة أو لفتة قد أشعلت نيران حرب دامت عشرات السنين، والحرب العالمية الأولي أشعل فتيلها إقدام شاب صربي علي اغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو، فاشتعلت الحرب التي راح ضحيتها عشرين مليون قتيل، وفرنسا قامت باحتلال الجزائر لأكثر من مائة وثلاثين عام بحجة قيام والي الجزائر أحمد باشا بضرب قنصل فرنسا بمنشة ذباب في وجهه، ومباراة كرة قدم بين السلفادور والهندوراس أشعلت حرباً طاحنة بين البلدين، وفي أيام الجاهلية الأولي اندلعت حرب البسوس طيلة أربعين سنة بسبب ناقة، واندلعت حرب داحس والغبراء لنفس الفترة تقريبا بسبب التسابق بين فرسين!


كل هذه الحوادث الصغيرة والتي ترتب بعدها وقوع أحداث ضخمة وحروب طاحنة، لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، والشرارة التي أطلقت فوهة المدفع، فقبل وقوع تلك الأحداث الصغيرة كانت الأحوال غير مستقرة والعلاقات متوترة، والأوضاع ملتهبة وعلي شفا البركان وعلي وشك الانفجار، والنفوس والقلوب مشحونة بالكره المتبادل، ثم وقعت تلك الحوادث الصغيرة فكانت الكوارث الكبرى والأحداث العظمى، التي راح ضحيتها الملايين وأعقبها الدمار الواسع والانهيار الكامل.


حادثة القطار والدلالات الخطيرة:
فجأة وفي ظل أجواء احتفالية يغلب عليها الاصطناع والسطحية في معالجة كبرى أزمات مصر، وقد توهم الغافلون أن الأزمة علي وشك الحل، إذا بحادث إطلاق النار على قطار سمالوط بمحافظة المنيا، 350 كم جنوب العاصمة المصرية القاهرة، ليلقي بظلاله القاتمة على المشهد السياسي والاجتماعي والأمني في مصر، وقد جاء الحادث الذي أودى بحياة شخص وإصابة 5 من أسرة مسيحية واحدة، ليعيد الأوضاع إلي المربع رقم واحد، وينسف كل الاحتفالات والمظاهرات واللقاءات الفضائية المنادية بالوحدة الوطنية، وتعيد إلى الأذهان ملامح التفجير الإجرامي، الذي استهدف كنيسة القديسين بحي سيدي بشر بالإسكندرية في الساعة الأولى من العام الميلادي الجديد والذي أعقبته أحداث تذمر وشغب نظمها محتجون أقباط ضد ما اعتبروه اضطهاداً وإرهاباً بحقهم.

هذه الحادثة التي قد تبدو صغيرة مقارنة بما سبقها من أحداث كبيرة وخطيرة إلا أنها تكشف وبجلاء عن مستوى الاحتقان الطائفي الذي وصل له الأمر داخل مصر، ورغم التصريحات الرسمية التي حاولت عزل الحادثة عن سياقها الطائفي، باتهام الجاني بالجنون والاختلال العقلي، وهي تهمة ممجوجة ومعروفة لدي جميع الأطراف، رغم ذلك فإن الحادث يحمل قدراً كبيراً من الدلالات الخطيرة والهامة علي صعيد مشكلة الأقباط في مصر، وهي الدلالات التي يجب أن تعيد الحكومة بها النظر في كل الخطوات والإجراءات المزمع اتخاذها من جانب الحكومة لامتصاص غضب الأقباط، ومن أهم هذه الدلالات:


1 - اتساع نطاق المواجهة:
معظم المواجهات التي وقعت بين المسلمين والأقباط والتي صنفت علي أنها مواجهات طائفية، أو حتى بين الأقباط وقوى الأمن كانت تدور في نطاق معين وتتركز حول أماكن تجمع الأقباط، مثل الكنائس والأديرة والتجمعات السكنية، وهي الأماكن التي اتخذت وزارة الداخلية التدابير الأمنية المحكمة حولها؛ حيث ضربت عليها سياجاً مشدداً من الحراسات القوية ضمناً لعدم وقوع حوادث جديدة، على غرار حادثة الإسكندرية المشئومة، ولكن هذه المرة الحادثة وقعت بعيداً تماماً عن الأماكن المعتادة حيث جاء الخطر هذه المرة من حيث لا يحتسب الأمن.

اتساع نطاق المواجهة وانتقالها لأماكن غير مألوفة ولا معتادة يعتبر من المؤشرات الخطيرة عن تفاقم الأزمة الطائفية في مصر، وظهور بؤر جديدة للمواجهة يصعب السيطرة عليها وتداركها قبل أن تقع، كما أن هذا الاتساع يشير من ناحية أخرى لدخول أطراف جديدة في الصراع تزيده تأججاً والتهاباً في أوقات عصيبة تمر بها المنطقة بأسرها وليس مصر وحدها.



2 - عشوائية الحادث:
تضاربت روايات شهود العيان حول الجريمة وترتيب أحداثها، فالرواية الرسمية تشير لجنون الجاني وإطلاقه النار بصورة عشوائية، وروايات الأقباط الذين شاهدوها قالت إنه قد نطق الشهادتين وأطلق النار علي الأقباط، وهي رواية بها كثير من الشكوك لطبيعة الاحتقان الذي عليه الأقباط، والروايات غير الرسمية تشير لوجود استفزاز متعمد من جانب الأقباط الذين رفضوا أن يجلس الشرطي الجاني بجوارهم في عربة القطار، وأنهم قد سبوه وسبوا المسلمين ووزارة الداخلية، فلم تمالك أعصابه ـ وأهل الصعيد المصري مشهورين بالاعتزاز بأنفسهم ودينهم ـ فأطلق عليهم النار.

الذي يجمع كل هذه الروايات جميعها، بغض النظر عن أيها الصادق والكاذب، إنها قد اتفقت على أن الحادثة قد وقعت بصورة عشوائية، وهو أخطر ما في الموضوع، فالحوادث العشوائية هي كابوس أي أجهزة أمنية على مستوى العالم، مهما كانت كفاءة ومهارة هذه الأجهزة، فالحوادث العشوائية يصعب التنبؤ بمكانها وزمانها وأطرافها، بل لا أكون مجازفاً إذا قلت أنه من المستحيل وقف مثل هذه الحوادث أو حتى رصدها، كما أن هذه الحوادث العشوائية تعتبر أقصي درجات ترمومتر التوتر القبطي الواقع في بر مصر، وذروة سنام المواجهات الطائفية، فلقد وصلنا لدرجة من الاحتقان والتوتر أن النفوس والقلوب قد امتلأت لأقصاها، حتى وصل الأمر للصدام المباشر لأتفه الأسباب وفي شتى المجالات وبعفوية وعشوائية مباشرة وفي غاية الخطورة.



3 - غباء التناول الإعلامي:
إن المسكنات الإعلامية والمظاهرات الاستعراضية والحلول الفنية من أغاني وأفلام ومسرحيات الوحدة الوطنية الهزيلة قد أتت بعكس ثمارها، وهو ما حذرنا منه في المقال السابق (خفافيش الأزمات في مصر)، وقبل وقوع الحادث بعدة أيام، فوسائل الإعلام مسئولة مسئولية كبيرة عن خلق مناخ خصب لتأجيج الفتنة الطائفية في البلاد، ففجاجة استجداء الرضا القبطي الذي اتبعته وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في مصر، عقب الحادث ألزم المسلمين جميعاً دم ضحايا كنيسة القديسين، ومن ضاقت من تنازلاته وتوسلاته النفوس والقلوب في مصر،

فمعظم المراقبين والمتابعين للمشهد المصري قد حكم علي التناول الإعلامي للكارثة بالغباوة والشطط والتنازل غير المبرر، بعد أن تبارت القنوات الفضائية والأرضية العامة والخاصة في الولولة والاعتذار والانكفاء علي عتبات الأديرة والكنائس، وبالغت في تقبيل الأيدي والأرجل من أجل نيل سماح البابا وعفوه، وإضفاء صفات العظمة والإجلال والقداسة علي أشخاص، كانت المظاهرات العارمة تجتاح البلاد طولاً وعرضاً، تهتف ضدهم وتنادي بعزلهم ومحاكمتهم منذ عدة أسابيع قليلة، بسبب جرائمهم ضد المسلمين والبلاد، وأطروحات الحل التي تناولتها تلك القنوات اتسمت بالشطط والخروج عن ثوابت العقيدة، والتنازل عن المسلمات من أجل عيون البابا وأتباعه، وتوالت جرعات الإعلام المكثفة من أجل تدارك آثار الحادث ولكن الجرعات كانت مسمومة ومخربة لكثير مما اعتاد عليه الناس ودرجوا عليه، وأشعرتهم بالخزي والعار والمسئولية عن جريمة لم يرتكبها، وقد قابل الأقباط هذه التنازلات والتراجعات بمزيد من التطرف والتعصب والاستكبار والصلف، وقد أغرتهم كثرة الاعتذارات، فشتموا الجميع من أكبر الرموز لأدناها، من رئيس البلاد لفرد الأمن الذي يحرس كنيستهم، وهموا بالنيل من رموز الإسلام الرسميين مثل شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية، وأقدموا على أفعال لم تكن تراودهم حتى في أحلامهم، وهذا الصلف والتطرف والتعصب قد أغضب الكثيرين ومنهم هذا الجاني الذي لم يقبل علي نفسه أن يسب دينه وبلده وعمله فأطلق النار مباشرة ودونما تفكير - علي فرض صحة الرواية غير الرسمية للحادثة - وكل هذه التداعيات الخطيرة من آثار التناول الإعلامي الفاسد لأحداث كارثة الإسكندرية، ولو كان الجاني هذه المرة من المسلمين والضحايا من الأقباط، فمن يضمن ألا يكون العكس في المرة القادمة، بعد أن تعالت نبرات التخوين المتبادلة بين الجانبين، وأصبحت الأجواء مشحونة وعلي وشك الانفجار.



4 - فشل الحلول الأمنية:
مع كل نازلة تنزل ببلد عربي، مصر أو غيرها، فإن الأنظمة الحاكمة تفكر أولاً في الحل الأمني للمشكلة، والحل الأمني يتصف بالسرعة والحسم في كثير من الأحيان ويؤتي ثماره بصورة عاجلة ولكنه لا يقضي أبداً على المشكلة أنما يؤجلها ويؤخرها لأجل مسمى تكون عنده المشكلة قد تفاقمت وتشعبت وخرجت عن السيطرة، ولعل ما جرى في تونس الأيام الفائتة خير شاهد على فشل الحلول الأمنية، مما أجبر الرئيس التونسي زين العابدين المشهور بصلفه ورفضه لأي طلبات للشعب التونسي مهما كانت الضغوط، اضطر في نادرة غير مسبوقة لعزل وزير الداخلية لامتصاص غضب الشارع التونسي المتفجر.

الحل الأمني لمشكلة التوتر الطائفي الواقع في بر مصر ثبت فشله وبان عجزه أمام تصاعد وتيرة الغضب القبطي والمظاهرات الجريئة التي انتهكت كل الخطوط الحمراء، والفشل الأمني في معالجة الملف القبطي يعود في الأساس لكون المشكلة ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية وبيئية متشابكة، والبعد الأمني فيها ربما كان أقل الأبعاد تأثيراً، اللهم إن صح الكلام عن قيام الأمن بتسليم المسلمات الجدد للكنيسة مثل وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، لذلك فالاكتفاء بالحل الأمني للمشكلة، تمييع للقضية وقد كشف عن أوجه قصور بالغة في التعاطي الجاد والحقيقي مع الحلول العملية للمشكلة، فماذا سيفعل الأمن مع التهديدات المتبادلة بين طرفي النزاع، وإن كان الأمن قد تعاطي بجدية مع أي تهديد أو إنذار خطر بعد صفعة الإسكندرية، ووضع حراسات مكثفة في الأماكن التي يظن أنها ستكون عرضة للتهديد، فماذا سيفعل إزاء مثل هذه الحوادث العشوائية؟، وهل سيضع علي كل قبطي حراسة؟ أم سيعتقل وينكل بكل من يشتبه فيه ولو بأدنى شبهة؟ مثلما حدث مع الشاب السلفي البريء "سيد بلال" رحمه الله الذي ذهب ضحية جبروت وطغيان الحلول الأمنية، كما أن الأقباط أنفسهم اليوم يرون أن الأمن هو المسئول الأول عن الفتنة الطائفية في مصر بسبب حلوله وأساليبه العنيفة، وقد تصاعدت الأصوات المنادية بإقالة وزير الداخلية بسبب ذلك، وبالتالي فأن مسألة فشل الحل الأمني للأزمة من الأمور المجمع عليها الآن في بر مصر من كل أطراف المشكلة.

والخلاصة أن هذه الحادثة العشوائية الخطيرة لن تكون الأخيرة وستشهد البلاد غيرها، وسيتم تبادل الأدوار خلالها فالجاني اليوم سيكون الضحية غداً، وقطار الفتنة يقترب بسرعة من البلاد، ويوشك أن يدهم الجميع وعندها سيندم الجميع، ونشهد ما سيكون وقتها باطن الأرض أولي من ظاهرها، الفتنة التي كانت نائمة وأوشكت علي الاستيقاظ، وللأسف بكل نشاط وقوة.

البطاله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : 

تناسى الناس والشعوب والمسلمين بالتحديد أن كلما نحيد عن ديننا وعن كتاب ربنا وسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم تحصل الفتن ويظهرتكالب الاعداء علينا , نجد الان غلاء في الاسعار ضيق في المعيشه وتسلط  من لا يرحمنا ولا يخشى فينا الله عز وجل 
لا بد من الحكومات ان تتعلم من هذا الدرس وان تعمل على التغير وتحسين الاوضاع المعيشيه وان توفر العمل , وان تضع حل لمشكلة البطاله والفقر اما من منظور اسلامي فمشكلة البطاله فإن الدين الحنيف لم يدع الانسان المسلم في بطاله وذلك بترتيب اليوم وذلك من خلال الصلاوات المكتوبه  خمس صلاوات  لمن حافظ عليهن اصبح يومه مرتبا , لو يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه لا يعد في بطاله والمجتمعات الإسلامية -حاليًّا- جميعها تعاني من البطالة، بأنواعها وصورها المختلفة، فذلك يرجع إلى عدم أخذهم بتعاليم الإسلام في هذا المجال.
فلقد علمنا ديننا الحنيف أن العمل عبادة يبتغي المسلم من ورائها رضا الله، والمتأمل في سيرة الأنبياء والرسل يجد أنهم مع ما يشغلهم من أمر الرسالة والدعوة إلى الله كانوا أصحاب مهن، فاحترف آدم -عليه السلام- الزراعة، واحترف نوح -عليه السلام- النجارة، واحترف داود -عليه السلام- الحدادة، واحترف محمد صلى الله عليه وسلم( التجارة، وكلهم رعي الغنم.
كذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أصحاب مهن؛ فكان خباب بن الأرت حدادًا، وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا. 
أمَّا إذا ضاقت الحال، ولم يجد الإنسان عملاً،
وأصبح فقيرًا محتاجًا، فعلاج الإسلام حينئذ لهذه المشكلة
هو أن يَكْفُل الأغنياءُ الموسرون أقاربهم الفقراء،
وذلك لما بينهم من الرَّحِمِ والقرابة
، وقد وصفه الله بأنه حقٌّ من الحقوق الواجبة بين الأقارب،
فقال تعالى: {فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم: 38]،
ثم تأتي السيرة النبويَّة خير تطبيق لهذا الحقِّ،
وتُرَتِّب أولويَّات التكافل لدى كل مسلم؛
فعن جابر أنه قال:
أعتق رجل من بني عُذْرة عبدًا له عن دُبُرٍ
فبلغ ذلك رسولَ الله ، فقال:
"أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟"
فقال: لا. فقال: "مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟"
فاشتراه نُعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم،
فجاء بها رسول الله فدفعها إليه،
ثم قال: "ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا،
فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ،
فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ،
فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا".
يقول: فَبَيْنَ يَدَيْكَ وعن يمينك وعن شمالك].


وإذا عجز الأقارب الأغنياء عن سدِّ حاجة الفقراء
جاء دَوْرُ المجتمع ككلٍّ؛ متمثِّلاً في الزكاة
التي فرضها الله للفقراء من أموال الأغنياء،
ولكنَّ رسول الله جعلها مقصورة على الفقير
الذي لا يستطيع العمل والكسب؛
لذلك قال رسول الله :
"لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ.
بهذا لم يجعل رسول الله لمتبطِّل كسول حقًّا في الصدقات؛
ليدفع القادرين إلى العمل والكسب.


أمَّا إذا عجزت الزكاة فإن الخزانة العامَّة للدولة المسلمة
بكافَّة مواردها تكون هي الحلَّ لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة،
والموئل لكل فقير وذي حاجة -
مسلمًا كان أو غير مسلم -
وخير شاهد على ذلك من سيرة رسول الله
ما كان يفعله مع أهل الصُّفَّة].


وإذا بقي في المجتمع فقيرٌ لا يستطيع العمل؛
وجب على المجتمع كله أن يُخْرِج الصدقات ابتغاء مرضاة الله وثوابه،
وهذه مزيَّة تميَّز بها الإسلام عن غيره من المعالَجَات البشريَّة للمشكلة،
فها هو ذا النبي يُعَلِّم أصحابه الإنفاق،
فعن جرير بن عبد الله أنه قال:
خطبنا رسول الله فحثَّنَا على الصدقة،
فأبطئوا حتى رُئِيَ في وجهه الغضب،
ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصُرَّة]،
فأعطاها له، فتتابع الناس حتى رُئِيَ في وجهه السرور،
فقال رسول الله :
"مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ،
وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا،
وَمِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا،
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"].

 
لابد ان يطبق الشرع وان يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى وان نغير ما بانفسنا قبل ان يستبدلنا الله عز وجل

وبهذه القيم يظلُّ المجتمع متماسكَ البنيان، ومتوازن الأركان،
ولا تنهشه أمراض الحقد والحسد،
والنظر إلى ما في يد الآخرين،
فتمتلئ بطونُ البعض،
بينما غيرهم لا يجد ما يسدُّ رمقه،
أو يُبقي على حياته،
فكان الإسلام ناجحًا في إيجاد الحلول العمليَّة والواقعيَّة
لمشكلتي الفقر والبطالة، ولعلَّ هذه الطريقة الفريدة الفذَّة
في ...علاج مثل هذه المشكلة لَمِنْ أبلغ الأدلَّة على نُبُوَّته ،
وعلى أن المنهج الذي أتى به ليس منهجًا بشريًّا بحال،
إنما هو من وحي الله العليم الخبير.

الثلاثاء، 11 يناير 2011

السلفية

السلفية نسبة إلى السلف ,السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هؤلاء القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف

أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : ( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ، ) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام, أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا

حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ويتبع غير سبيل المؤمنين على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : ويتبع غير سبيل المؤمنين هل هذا عبث ؟! - حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية..؟ ما الحكمة من عطف هذه الجملة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) على مشاققة الرسول..؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي : من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة – في تعبيرنا السابق – وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا .


المفتي : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
إضافة شرح
السلفية نسبة إلى السلف ,السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هؤلاء القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف

أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : ( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ، ) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام, أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا

حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ويتبع غير سبيل المؤمنين على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : ويتبع غير سبيل المؤمنين هل هذا عبث ؟! - حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية..؟ ما الحكمة من عطف هذه الجملة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) على مشاققة الرسول..؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي : من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة – في تعبيرنا السابق – وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا .


المفتي : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

جمعية خير زاد الخيرية بالمنصوره (جمهوريه مصر العربيه )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا
صدق رسول الله

وقال رسول الله صلي اله علية وسلم
ان لله عبدا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة

ولذلك انشائنا

موقع بنك الدم الخيري
-----------------------
http://www.bankeldm.com/index.php

http://www.facebook.com/group.php?gid=67417165678

http://www.facebook.com/bankeldm


لماذا يجب عليَّ أن أكون متبرعًا بالدم؟
-------------------------------------

- كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلى نقل الدم.

- واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم.

- دمك يمكن أن ينقذ ثلاثة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصًا واحدًا.


سجل فصيلتك – شارك معنا – أتصل بنا


0100606015

0100606016


http://www.bankeldm.com/index.php

جميع البيانات الشخصية سرية ولا يطلع عليها احد


الموقع ما هو الا حلقة وصل ما بين المتبرع والمريض فى كل مكان فى مصر

http://www.facebook.com/album.php?aid=41941&id=100000690830425


http://www.facebook.com/photo.php?fbid=180009975365362&set=a.180002635366096.41941.100000690830425

أبيات لشيخ بن القيم رحمة الله


يا قومُ واللهِ العظيم نصيحةٌ *** من مشفق وأخٍ لكم مِعوانِ
جرّبت هذا كلَّه ووقعت في*** تلك الشباك وكنت ذا طيرانِ
حتى أتاح لي الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدي ولساني
حبرٌ أتى من أرض حرّان فيا *** أهلا بمن قد جاء من حـران
فالله يجزيه الذي هو أهلُه *** من جنة المأوى مع الرضوان
أخَذّتْ يداه يدي وسار فلم يَرُم *** حتى أراني مَطْلَعَ الإيـمان
ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنُها *** محجوبةً عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا *** حصباؤه كلالئ التيجان
ورأيت أكوابا هناك كثيرةً *** مثل النجوم لواردٍ ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي *** لا زال يشخب فيه ميزابان
ميزابُ سنتـه وقـولُ إلـهه *** وهما مدى الأيام لا يَنيان
والناس لا يردونه إلا من الـ *** آلاف أفرادا ذوو إيمان
وردوا عِذاب مناهل أكرِم بها *** ووردتم أنتم عذاب هوان 

كان ابن القيم في أولِ حياته قد تأثّر ببعض أقوال أهل البدع إلى أن قيّض الله لـه شيخَ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – على ما ذَكَرَ هو في النونية
 

أقوال بن قيم الجوزية في شيخ الاسلام بن تيمية

بن قيم الجوزية

ومنهم الشيخ الامام العلامة شمس الدين أحد المحققين علم المصنفين نادرة المفسرين أبو عبد الله محمد ابن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الاصل ثم الدمشقي ابن قيم الجوزية وتلميذ الشيخ تقي الدين ابن تيمية له التصانيف الانيقة والتآليف التي في علوم الشريعة والحقيقة مولده سنة إحدى وتسعين وستمائة سمع من القاضي سليمان بن حمزة وعيسى المطعم وطبقتهما ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية وأخذ عنه علما جما وكان ذا فنون من العلوم وخاصة التفسير والاصول من المنطوق والمفهوم ومن مصنفاته زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم في أربع مجلدات وكتاب سفر الهجرتين وباب السعادتين مجلد .
حدث عنه الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب وغيره توفي ليلة الخميس ثالث عشر شهر رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ودفن بمقبرة الباب الصغير من دمشق عند والديه رحمهما الله وكانت جنازته مشهورة [ قال شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن المحب فيما وجدته بخطه قلت إمام شيخنا المزي ابن القيم في درجة ابن خزيمة فقال هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه ] ترجم شيخه غير ما مرة بشيخ الاسلام منها ما تقدم قريبا ومنها قوله وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة قال وكان اذا صلى الفجر يجلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار جدا وكان اذا سئل عن ذلك يقول هذه غدوتي ولو لم اتغد هذه الغدوة سقطت قواي وكان يقول لما خلق الله حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا قال خلقتكم لتحملوا عرشي قالوا ربنا ومن يطيق حمل عرشك وعليه عظمتك قال قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله وكان يكثر ان يقول انا المكدي وابن المكدي وهكذا كان ابي وجدي وكان يقول بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وكان يقول لا بد للسالك الى الله من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وقال العارف يسير الى الله عز وجل بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس وكان يتمثل كثيرا
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى % وصوت إنسان فكدت أطير

وكان يتمثل أيضا

وأخرج من بين البيوت لعلني % أحدث عنك النفس في السر خاليا.

أقوال الذهبي في شيخ الاسلام بن تيمية

الذهبي

ومنهم الشيخ الامام الحافظ الهمام مفيد الشام ومؤرخ الاسلام ناقد المحدثين وإمام المعدلين والمجرحين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الأصل الدمشقي ابن الذهبي الشافعي.
مولده فيما وجدته بخطه في سنة ثلاث وسبعين وستمائة وتوفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير من دمشق رحمه الله تعالى ومشيخته بالسماع والاجازة نحو ألف شيخ وثلاثمائة شيخ يجمعهم معجمه الكبير وكان آية في نقد الرجال عمدة في الجرح والتعديل عالما بالتفريع والتأصيل إماما في القراءات فقيها في النظريات له دربة بمذاهب الأئمة وأربابا المقالات قائما بين الخلف بنشر السنة ومذهب السلف انشدونا عنه لنفسه :
الفقه قال الله قال رسوله إن صح والاجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة بين النبي وبين رأي فقيه
وله المؤلفات المفيدة والمختصرات الحسنة والمصنفات السديدة منها تاريخ الاسلام في عشرين مجلدا وسير النبلاء في عشرين مجلدا وميزان الاعتدال في نقد الرجال وغير ذلك ، وهو الذي قال فيه الامام العلامة الأوحد أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الموصلي الاطرابلسي الشافعي لما قدم دمشق متوجها إلى الحج سنة أربع وثلاثين وسبعمائة
ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت أخباركم قط إلا ملت من طرب
ولست من عجب أن ملت نحوكم فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب
ولقد وجدت بخطه في مواضع عدة سمى فيها الشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام منها في الاستجازة الكبيرة المعروفة بالألفية بخط المحدث أبي عبد الله محمد بن يحيى بن سعد المقدسي سأل فيها الاجازة من مشايخ العصر لأكثر من الف انسان مؤرخة بيوم الاحد سابع عشر شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فأول من أجاز وكتب فيها خطه بذلك الشيخ تقي الدين فوجدت بخطه أول الشيوخ المجيزين ما صورته :
أجزت لهم ما سئلت إجازته بشروطه كتبه أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية.
وكتب قبالة ذلك الحافظ أبو عبد الله الذهبي المذكور ما وجدته بخطه :
هو شيخ الاسلام تقي الدين سمع ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وسمع مسند أحمد والكتب الستة وشيئا كثيرا وهو حافظ عارف بالرجال.
ووجدت بخط الذهبي أيضا على حاشية استدعاء إجازة ما صورته :
فوائد نقلها كاتبها محمد بن أحمد من إجازة شيخ الاسلام أبي العباس بن تيمية لأهل سبتة. انتهى.
وكانت هذه الاجازة سنة تسع وسبعمائة بثغر الاسكندرية وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
وكتب الحافظ الذهبي أيضا طبقة سماع كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام على مؤلفه الشيخ تقي الدين والطبقة آخر الكتاب فقال :
سمع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الامام العالم العلامة الأوحد شيخ الاسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني رضي الله تعالى عنه. وذكر بقية الطبقة.
وقال الحافظ علم الدين أبو محمد القاسم بن البرزالي : رأيت في إجازة لابن الشهرزوري الموصلي خط الشيخ تقي الدين ابن تيمية قد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي :
هذا خط شيخنا الامام شيخ الاسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الاول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهوو دون البلوغ برع في العلم والتفسير وافتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الاجواد الاسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس. انتهى.
وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي مرة أخرى في ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية :
وله باع طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين وقل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأربعة وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب السنة ولما كان معتقلا بالاسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له مروياته وينص على أسماء جملة منها فكتب في عشر ورقات جملة من ذلك بأسانيدها من حفظه بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث يكون وله الآن عدة سنين لا يفتي بمذهب معين بل بما قام الدليل عليه عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا وجسر هو عليها حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه وبدعوه وناظروه وكاتبوه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي بل يقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته في السنن والأقوال مع ما اشتهر منه من الورع وكمال الفكر وسعة الإدراك والخوف من الله العظيم والتعظيم لحرمات الله فجرى بينه وبينهم حملات حربية ووقعات شامية ومصرية وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة فينجيه الله تعالى فإنه دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يدبجها بكيفية وجمعية وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء ومن الجند والأمراء ومن التجار والكبراء وسائر العامة تحبه لأنه منتصب لنفعهم ليلا ونهارا بلسانه وقلمه ، وأما شجاعته فبها تضرب الأمثال وببعضها يتشبه أكابر الأبطال فلقد أقامه الله في نوبة غازان والتقى أعباء الأمر بنفسه وقام وقعد وطلع وخرج واجتمع بالملك مرتين وبخطلو شاه وببولاي وكان قبجق يتعجب من إقدامه وجراءته على المغول وله حدة قوية تعتريه في البحث حتى كأنه ليث حرب وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت إني ما رأيت بعيني مثله ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم.
وقال الذهي أيضا :
جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية رضي الله عنه فوجدته ألف مصنف ثم رأيت له أيضا مصنفات أخر.
وترجمة أبي عبد الله الذهبي للشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام اشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر من ذلك في قصيدته التي رثاه بها بعد موته وهي ما أنبأنا شيخنا الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد السعدي قال أنشدنا الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن الذهبي لنفسه يرثي شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه:
يا موت خذ من أردت أو فدع محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت عرى التقى واشتفى منه أولو البدع
غيبت بحرا مفسرا جبلا حبرا تقيا مجانب الشيع
فإن يحدث فمسلم ثقة وإن يناظر فصاحب اللمع
وإن يخض نحو سيبويه يفه بكل معنى من الفن مخترع
وصار عالي الإسناد حافظه كشعبة أو سعيد الضبعي
والفقه فيه فكان مجتهدا وذا جهاد عار من الجزع
وجوده الحاتمي مشتهر وزهده القادري في الطمع
أسكنه الله في الجنان ولا زال عليا في أجمل الخلع
مع مالك الإمام وأحمد والنعمان والشافعي والخلعي
مضى ابن تيمية وموعده مع خصمه يوم نفخة الفزع

ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

 
د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن

اعتنى بدراسة شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القدامى والمحدثون، فكثرت الدراسات عنه، وتنوعت أهداف الدارسين لشخصيته، كل يأخذ منها ما يوافق تخصصه وهدفه، فهناك دراسات في سيرته الذاتية، ودراسات عن عقيدته، ودراسات عن فقهه، ودراسات عن تعمقه وإمامته في الحديث، ودراسات عن منهجه الدعوي، ودراسات عن فكره التربوي والاجتماعي، وغيرها.
وإذا استعرضت كتب التاريخ والرجال للقرن الثامن الهجري: فمن أبرز من يترجم له هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وإذا قرأت كتبه المحققة - وهي كثيرة - فإن في مقدمتها - غالباً - ذكر شيء من ترجمته
فشهرته بلغت الآفاق، وتكاد تجمع الكتب على الثناء عليه من القديم والحديث، ولذلك يجد الكاتب في سيرته صعوبة في اختيار المناسب من سيرته لما يبحث فيه، أما التوسع في ذكر سيرته فقد أغنت شهرته عن ذلك كما يقول عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله: (وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره) .

وسأحيل في نهاية الترجمة - إن شاء الله - إلى أبرز من حاول حصر المؤلفات فيه.

1 - اسمه ونسبه:
هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .
وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها.
وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك) .

2 - مولده ونشأته:
ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل: ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان .
وفي سنة 667هـ أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره .
ومما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله عنه في صغره أنه: (سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير.
وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه) .
(وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه، كأن الله قد خصه بسرعة الحفظ، وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء - غالباً - إلا ويبقى على خاطره، إما بلفظه أو معناه، وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره.
فإنه لم يكن مستعاراً، بل كان له شعاراً ودثاراً، ولم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد، والقدم الراسخة في الفضل، لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة، ووفقه في جميع عمره لأعلام السعادة، وجعل مآثره لإمامته أكبر شهادة) .
وكان رحمه الله حسن الاستنباط، قوي الحجة، سريع البديهة، قال عنه البزار  رحمه الله (وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية، وإبراز الدلائل منها على المسائل، وتبيين مفهوم اللفظ ومنطوقه، وإيضاح المخصص للعام، والمقيد للمطلق، والناسخ للمنسوخ، وتبيين ضوابطها، ولوازمها وملزوماتها، وما يترتب عليها، وما يحتاج فيه إليها، حتى إذا ذكر آية أو حديثاً، وبين معانيه، وما أريد فيه، يعجب العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه) .
وكان رحمه الله ذا عفاف تام، واقتصاد في الملبس والمأكل، صيناً، تقياً، براً بأمه، ورعاً عفيفاً، عابداً، ذاكراً لله في كل أمر على كل حال، رجاعاً إلى الله في سائر الأحوال والقضايا، وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تكاد نفسه تشبع من العلم، فلا تروى من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث.
قال ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله عنه: (ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغال والإشغال، وبث العلم ونشره، والاجتهاد في سبل الخير حتى انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم والإنابة، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر أنواع الجهاد مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه، وكثرة المراقبة له وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق، ونفع الخلق، والإحسان إليهم والصبر على من آذاه، والصفح عنه والدعاء له، وسائر أنواع الخير) .

3 - عصره:
أولاً: الناحية السياسية:
يستطيع الواصف للحالة السياسية لعصر ابن تيمية رحمه الله أن يحدد معالمها بثلاثة أمور رئيسة:
أ - غزو التتار للعالم الإسلامي.
ب - هجوم الفرنجة على العالم الإسلامي.
جـ - الفتن الداخلية، وخاصة بين المماليك والتتار والمسلمين.
وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله وصفاً دقيقاً لذلك العصر، وهو من أهله:
فقال: (لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم: منها هؤلاء التتر: فمنهم من أقبلوا من الشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها.
ومنها: خروج الفرنج - لعنهم الله - من الغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وامتلاكهم ثغرها - أي دمياط -، وأشرفت ديار مصر وغيرها على أن يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم.
ومنها: أن السيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة) .
فأما التتار: فقد كانوا فاجعة الإسلام والمسلمين في القرن السابع الهجري، في سقوط بغداد - وبها سقطت الخلافة العباسية - سنة (656هـ) وما قبل سقوط بغداد بسنوات ، وما بعد سقوط بغداد حيث كانت هذه الأحداث قريبة من ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية (ولا بد أن يكون قد شاهد آثار هذا الخراب والدمار بأم عينيه، وسمع تفاصيله المؤلمة عمن رأوا مناظره وشهدوها وشاهدوها، فمن الطبيعي أن يتأثر قلبه الغيور المرهف بنكبة المسلمين هذه وذلتهم، وتمتلئ نفسه غيظاً وكراهية لأولئك الوحوش الضواري) .
وأما ظهور الفرنجة أو (الحروب الصليبية): فقد كانت ولادة ابن تيمية رحمه الله في بداية الدور الرابع لهذه الحروب الذي يمثل دور الضعف الفرنجي وتجدد قوة المسلمين، باسترداد كثير من المدن الشامية الكبرى، وإكمال مسيرة طرد الفرنج من بلاد المسلمين.
وأما الفتن الداخلية: فما كان يحصل بين المماليك وتنازعهم على السلطة وما كان يحصل بينهم وبين التتر المسلمين، وقد كان لابن تيمية رحمه الله مشاركة في إصلاح بعض هذا، وفي مقدمة مواقف ابن تيمية رحمه الله يذكر المؤرخون قصته مع آخر أمراء المماليك وذلك بتذكيره بحقن دماء المسلمين، وحماية ذراريهم وصون حرماتهم .

ثانياً: الناحية الاجتماعية:
كانت مجتمعات المسلمين خليطاً من أجناس مختلفة، وعناصر متباينة بسبب الاضطراب السياسي في بلادهم.
إذ اختلط التتار - القادمون من أقصى الشرق حاملين معهم عاداتهم وأخلاقهم وطباعهم الخاصة - بالمسلمين في ديار الإسلام الذين هم أقرب إلى الإسلام عقيدة وخلقاً من التتر.
ونوعية ثالثة: ألا وهي أسرى حروب الفرنجة والترك إذ كان لهم شأن في فرض بعض النظم الاجتماعية، وتثبيت بعض العوائد السيئة، والتأثير اللغوي العام على المجتمع المسلم.
إضافة إلى امتزاج أهل الأمصار الإسلامية بين بعضهم البعض بسبب الحروب الطاحنة من التتار وغيرهم، فأهل العراق يفرون إلى الشام، وأهل دمشق إلى مصر والمغرب وهكذا.
كل هذا ساعد في تكوين بيئة اجتماعية غير منتظمة وغير مترابطة، وأوجد عوائد بين المسلمين لا يقرها الإسلام، وأحدث بدعاً مخالفة للشريعة كان لابن تيمية رحمه الله أكبر الأثر في بيان الخطأ والنصح للأمة، ومقاومة المبتدعة .

ثالثاً: الناحية العلمية:
في عصر ابن تيمية رحمه الله قل الإنتاج العلمي، وركدت الأذهان، وأقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود، وأصبح قصارى جهد كثير من العلماء هو جمع وفهم الأقوال من غير بحث ولا مناقشة، فألفت الكتب المطولة والمختصرة، ولكن لا أثر فيها للابتكار والتجديد، وهكذا عصور الضعف تمتاز بكثرة الجمع وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج.
ويحيل بعض الباحثين ذلك الضعف إلى: سيادة الأتراك والمماليك مما سبب استعجام الأنفس والعقول والألسن، إضافة إلى اجتماع المصائب على المسلمين، فلم يكن لديهم من الاستقرار ما يمكنهم من الاشتغال بالبحث والتفكير .
ولا ينكر وجود أفراد من العلماء النابهين أهل النبوغ، ولكن أولئك قلة لا تنخرم بهم القاعدة. وثمة أمر آخر في عصر ابن تيمية أثر في علمه ألا وهو: اكتمال المكتبة الإسلامية بكثير من الموسوعات الكبرى في العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها.
فالسنة مبسوطة، والمذاهب مدونة، ولم يعد من السهل تحديد الكتب التي قرأها وتأثر بها، ولا معرفة تأثير شيوخه عليه بدقة.

4 - محن الشيخ:
امتحن الشيخ مرات عدة بسبب نكاية الأقران وحسدهم، ولما كانت منزلة شيخ الإسلام في الشام عالية عند الولاة وعند الرعية وشى به ضعاف النفوس عند الولاة في مصر، ولم يجدوا غير القدح في عقيدته، فطلب إلى مصر، وتوجه إليها سنة 705هـ. بعدما عقدت له مجالس في دمشق لم يكن للمخالف فيها حجة ، وبعد أن وصل إلى مصر بيوم عقدوا له محاكمة كان يظن شيخ الإسلام رحمه الله أنها مناظرة، فامتنع عن الإجابة حين علم أن الخصم والحكم واحد .
واستمر في السجن إلى شهر صفر سنة 707هـ، حيث طلب منه وفد من الشام بأن يخرج من السجن، فخرج وآثر البقاء في مصر على رغبتهم الذهاب معهم إلى دمشق.
وفي آخر السنة التي أخرج فيها من السجن تعالت صيحات الصوفية في مصر، ومطالباتهم في إسكات صوت شيخ الإسلام رحمه الله فكان أن خُير شيخ الإسلام بين أن يذهب إلى دمشق أو إلى الإسكندرية أو أن يختار الحبس، فاختار الحبس، إلا أن طلابه ومحبيه أصروا عليه أن يقبل الذهاب إلى دمشق، ففعل نزولاً عند رغبتهم وإلحاحهم.
وما إن خرج موكب شيخ الإسلام من القاهرة متوجهاً إلى دمشق، حتى لحق به وفد من السلطان ليردوه إلى مصر ويخبروه بأن الدولة لا ترضى إلا الحبس.
وما هي إلا مدة قليلة حتى خرج من السجن وعاد إلى دروسه، واكب الناس عليه ينهلون من علمه.
وفي سنة 709هـ نفي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان هذا من الخير لأهل الإسكندرية ليطلبوا العلم على يديه، ويتأثروا من مواعظه، ويتقبلوا منهجه، لكن لم يدم الأمر طويلاً لهم، فبعد سبعة أشهر طلبه إلى القاهرة الناصر قلاوون بعد أن عادت الأمور إليه، واستقرت الأمور بين يديه، فقد كان من مناصري ابن تيمية رحمه الله وعاد الشيخ إلى دورسه العامرة في القاهرة.
وامتحن شيخ الإسلام بسبب فتواه في مسألة الطلاق ، وطُلب منه أن يمتنع عن الإفتاء بها فلم يمتنع حتى سجن في القلعة من دمشق بأمر من نائب السلطنة سنة 720هـ إلى سنة 721هـ لمدة خمسة أشهر وبضعة أيام.
وبحث حساده عن شيء للوشاية به عند الولاة فزوروا كلاماً له حول زيارة القبور، وقالوا بأنه يمنع من زيارة القبور حتى قبر نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكتب نائب السلطنة في دمشق إلى السلطان في مصر بذلك، ونظروا في الفتوى دون سؤال صاحبها عن صحتها ورأيه فيها، فصدر الحكم بحقه في شعبان من سنة 726هـ بأن ينقل إلى قلعة دمشق ويعتقل فيها هو وبعض أتباعه واشتدت محنته سنة 728هـ حين أُخرج ما كان عند الشيخ من الكتب والأوراق والأقلام، ومنع من ملاقاة الناس، ومن الكتابة والتأليف .

5 - وفاته رحمه الله:
في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، وأُذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، فقد أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام .

6 - مؤلفاته:
مؤلفات الشيخ كثيرة يصعب إحصاؤها، وعلى كثرتها فهي لم توجد في بلد معين في زمانه إنما كانت مبثوثة بين الأقطار كما قال الحافظ البزار (ت - 749هـ) رحمه الله:
(وأما مؤلفاته ومصنفاته، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها. بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جداً، كباراً وصغاراً، أو هي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه) .
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:
(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها) .
وذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن أجوبة الشيخ يشق ضبطها وإحصاؤها، ويعسر حصرها واستقصاؤها، لكثرة مكتوبه، وسرعة كتابته، إضافة إلى أنه يكتب من حفظه من غير نقل فلا يحتاج إلى مكان معين للكتابة، ويسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه، ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه.
ولما حبس شيخ الإسلام خاف أصحابه من إظهار كتبه، وتفرقوا في البلدان، ومنهم من تسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها أو يقدر على تخليصها .

ومن أبرز كتبه ما يلي:
1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزئين.
2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزئين.
3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف شيخنا فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه .
5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس .
6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزئين.
7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منه للفهارس .
8 - النبوات: مطبوع .
وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود .

7 - بعض ثناء الناس عليه:
قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم  والتبيين ) .

وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) .

وكتب فيه قوله:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .

وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - 748هـ) الإمام السبكي  كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:
(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) .

وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:
(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) .

وقوله: (... ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة، ثم أقبل على الفقه، ودقائقه، وقواعده، وحججه، والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل ويرجح ويجتهد، وحق له ذلك فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف...) .
وقال: (... هذا كله مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل، والفراغ عن ملاذ النفس من اللباس الجميل، والمأكل الطيب، والراحة الدنيوية) .

ومما قاله في رثائه:
يا موت خذ من أردت أو فدع *** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانقصمت *** عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحراً مفسراً جبلاً *** حبراً تقياً مجانب الشيع
اسكنه الله في الجنان ولا *** زال علياً في أجمل الخلع
مضى ابن تيمية وموعده *** مع خصمه يوم نفخة الفزع
وقال فيه: (... كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه...) .

وقال عنه: (... لا يؤتى من سوء فهم، بل له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار، بصير بالكتاب والسنة، عديم النظير في ذلك، ولا هو بمتلاعب بالدين، فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومنافقتهم، ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي.... فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالاً ولا جاهاً بوجه أصلاً، مع خبرتي التامة به، ولكن لا يسعني في ديني ولا في عقلي أن أكتم محاسنه، وأدفن فضائله، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله تعالى....) .

وقال الشوكاني رحمه الله  (إمام الأئمة المجتهد المطلق) .

رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته .
 
( نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله ، طبع دار ابن الجوزي بالدمام ،ص161-139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. ).

السبت، 8 يناير 2011

قناة الناس.... حقيقة لا دفاع

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)}[فصلت: 33 ، 34].

بداية أرجو من السادة القراء الكرام عدم تحميلي ما لا أقول وأرجو عدم محاولة قراءة ما بين السطور لأنه لا يوجد بين السطور شيئًا. أكتب باسمي، لا باسم أحد، ومسئول عما أكتب. أكتب حبًا لديني أولًا، ولبلدي ثانيًا، ولبني وطني مصر، وللعالم العربي وبنيه.

لا يستطيع عاقل أن يغفل أو ينكر حقيقة موجودة في دنيانا وعالمنا خلال العشر سنوات الأخيرة وهي القنوات الفضائية الدينية، سواء كانت دينية إسلامية أو دينية مسيحية، بالمذاهب المختلفة في كل دين، فهناك القنوات الدينية الإسلامية السنية بمذاهبها المختلفة، وهناك الشيعية بمذاهبها المختلفة، والحال كذلك في القنوات المسيحية، هناك الكاثوليكية بمذاهبها وهناك الأرثوذكية بمذاهبها، أظن أن هذه موجودات لا ينكرها مثقف أو مطلع على الحال.

فجأة قامت الدنيا، واستيقظت مصر على إعصار هب عليها فجأة، وكأننا لم نكن نعيش هنا في هذه السنوات العشر، أغلقوا القنوات الدينية، عاصفة تغلق وتهدم كيانات حقيقية تعيش في مصرنا.

وكأننا في معركة حربية، لا تقل عن أي معركة حربية، ولا يخلو ميدان المعركة من مخلصين وأبطال وخونة وطابور خامس، وأرجو ألا يصنف أحدٌ أحدًا في هذه المعركة، يكفي أن يعرف كل منا موقعه.

وبدأت المعركة بتمهيد من المدفعية الثقيلة التي تطلق قذائفها على الهدف والعدو، وهو القنوات الفضائية الإسلامية تحديدًا وليست أي قنوات، وازدادات دقة تصويبات نيران المدفعية، حيث الهدف الأدق وقلب الميدان: قناة الناس وليست أي قناة. وأصابت النيران قلب الهدف، وصدر البيان الأول من قيادة أركان الحرب وهذا نصه:

السيد الأستاذ الممثل القانوني لفرع شركة البراهين العالميةــ مصر

تحية طيبة وبعد

في ضوء ما تبين من قيام فرع الشركة بمخالفة شروط الترخيص الصادر له، وذلك بمخالفة المادة العاشرة من ترخيص مزاولة النشاط وضوابط العمل بالمنطقة الحرة العامة الإعلامية.

فقد صدر قرار مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية بإيقاف ترخيص مزاولة النشاط الصادر لكم والقنوات التابعة وفقًا لأحكام المادة (88) من اللائحة التنفيذية لقانون ضمانات وحوافز الاستثمار ولحين توفيق الأوضاع وفقًا لشروط الترخيص وضوابط العمل بالمنطقة الحرة العامة الإعلامية.

برجاء التفضل بالإحاطة بما جاء بعاليه.

وتفضلوا بقبول فائق الإحترام

رئيس الإدارة المركزية

للمنطقة الحرة العامة الإعلامية

12 / 10 / 2010 م


ما هي الأسباب؟ ما هي التجاوزات؟ ما هي الأخطاء؟ لم يصرح البيان بشئ من هذه الأمور، وأخذنا جميعًا نتكهن ونستنتج ولم تخرج التكهنات عن الأسباب الآتية:

• قالوا إن هذه القناة تتاجر وتروج للأعشاب والطب البديل, وتمارس النصب الطبي باسم الدين، وحقيقة الأمر أن قناة الناس لا تقدم إعلانًا عن أدوية أو أعشاب إلا إذا كان مرخصًا من قبل وزارة الصحة، ولا يوجد إعلان واحد لأي دواء إطلاقًا إلا ومعه الترخيص الخاص به، وأعلم أن هناك جهات رقابية في الدولة تتأكد من صحة هذه الترخيصات، فهل هناك جهة ما أخطرت القناة بأن هذه الأدوية غير مرخصة أو ترخيصها غير صحيح؟ والذي أعلمه تحديدًا أن الجهة المسئولة عن مسألة التراخيص ومتابعتها والاستوثاق منها هي الإدارة العامة لتسجيل الأدوية في إدارة شئون الصيدلة بوزارة الصحة، وليست أي جهة أخرى، ولا نقابة الأطباء ولا غيرها، فهل أخطرت الإدارة العامة لتسجيل الأدوية القناة بأي مخالفة؟ إطلاقًا لم يحدث.

هناك جهات رقابية في الدولة تراقب النصابين واللصوص، إذا كان هناك إعلان عن دواء غير مرخص ويتم الإعلان عنه أمام أعين الناس جميعًا، لماذا لم تقم الجهات الرقابية بإلقاء القبض على هؤلاء الذين يعلنون عن الوهم والخزعبلات؟

وجائوا بأحد أساتذة الأزهر ينفي الطب النبوي وهذه مسألة خلافية بين العلماء منهم من يثبت الطب النبوي ومنهم من ينفيه فلماذا تأخذون بالرأي الذي يكون على هواكم؟ وتبحثون عن الشيخ الذي يفتي بهواكم وبما تحبون وبما يؤيد وجهة نظركم.


لا يوجد طبيب يظهر على قناة الناس إلا وهو مسجل في نقابة الأطباء المصرية وكلهم أساتذة في الجامعات المصرية. إعلانات الأعشاب موجودة على معظم القنوات الفضائية لماذا لم تغلق إلا القنوات الدينية؟

• قالوا: إن القنوات الدينية ومنها قناة الناس لا تستعين بالعلماء المتخصصين وأن العلماء الذين على شاشتها ليسوا علماء ولا يفهمون في الدين. جميل جدًا، هذه قائمة بأسماء العلماء الذين يقدمون البرامج على قناة الناس وهؤلاء ليسوا مذيعين إنما علماء كل واحد منهم له برنامجه الخاص به، اعرفوا هؤلاء العلماء ثم تابعوا معي:

الشيخ/ سالم أبو الفتوح: ليسانس الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر.

دكتور/ مازن السرساوي: أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.

دكتور/ صفوت حجازي: أستاذ الحديث وعلومه بدار الحديث المدنية الجامعة الإسلامية المدينة المنورة.

دكتور/ محمد الصغير: كلية الدعوة الإسلامية الأزهر وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية.

دكتور/ عبد الله بركات: أستاذ ورئيس قسم الأديان والمذاهب والعميد السابق لكلية الدعوة الأزهر.

الشيخ/ سلامة عبد القوي: أمام وخطيب بالأوقاف ليسانس الدعوة الإسلامية الأزهر.

الشيخ/ محمد حسين يعقوب: دبلوم معلمين وشيخ بالتلقي.

الشيخ/ محمود المصري: معهد إعداد الدعاة.

الشيخ/ أبو إسحاق الحويني: ليسانس ألسن وشيخ بالتلقي.

دكتور/ أحمد الجهيني: دكتوراه في التفسير جامعة الأزهر.

الشيخ/ أشرف الفيل: إمام وخطيب بالأوقاف ليسانس الدعوة الأزهر.

الشيخ/ محمد جبريل: القارئ المعروف ليسانس الشريعة الأزهر.

الشيخ/ مصطفى الأزهري: ليسانس الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر.

دكتور/ علي السالوس: دكتوراه الفقه المقارن كلية دار العلوم وأستاذ الفقه بكلية الشريعة بقطر.

دكتور/ محمود الرضواني: أستاذ العقيدة والأديان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

الشيخ/ حسام جبر: إمام وخطيب ليسانس الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر.

الشيخ/ أحمد عامر: شيخ القراءات ورئيس معهد معلمي القرآن.

الشيخ/ محمد عبده: إمام وخطيب وعميد معهد كامل عودة الأزهري ليسانس الدعوة الإسلامية الأزهر.

الشيخ/ أحمد هليل: عضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية ليسانس الدعوة الإسلامية الأزهر.

دكتور/ عبد الرحمن فودة: أستاذ اللغة والبلاغة كلية دار العلوم جامعة القاهرة.

دكتور/ طلعت عفيفي: العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية الأزهر.

الشيخ/ محمد عبد الفتاح: إمام وخطيب رئيس قسم الوعظ بدولة الإمارات كلية أصول الدين الأزهر.

الشيخ/ سامي السرساوي: إمام وخطيب وعضو لجنة الفتوى بالأزهر كلية الشريعة الأزهر.

الشيخ/ علي ونيس: إمام وخطيب وأمين فتوى بدار الإفتاء المصرية كلية الدراسات الإسلامية الأزهر.

دكتور/ وجدي غنيم: عالية القراءات معهد القراءات دكتوراة في التفسير.

دكتور/ جمال عبد الهادي: أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية جامعة أم القرى مكة المكرمة.

دكتور/ عمر عبد الكافي: دكتوراه الحديث وعلومه جامعة الأزهر.

دكتور/ عبد البديع أبو هاشم: أستاذ التفسير كلية أصول الدين جامعة الأزهر.

دكتور/ عبد الستار فتح الله سعيد: أستاذ التفسير كلية أصول الدين جامعة الأزهر.

الشيخ/ محمد الراوي: أستاذ التفسير جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية.

دكتور/ زغلول النجار: الداعية المعروف وأستاذ الإعجاز العلمي وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.


هؤلاء هم علماء القناة من منهم غير عالم، أو كما يقولون سائق ميكروباص، للأسف الشديد الذين لا يعجبهم علماء القناة هم شيوخ وعلماء لا يظهرون في الفضائيات، تحركهم أغراض وأشياء، وإن شاء الله سيكون لي مقالة أخرى عن هؤلاء الذين ملأ الحقد قلوبهم على إخوانهم العلماء الذين تبوؤا مقعدًا في قلوب الناس وستكون المقالة بعنوان (الشيخ المشتاق والشيخ الحقود). أريد من عاقل أو منصف أن يشير علينا بأحد هؤلاء الشيوخ الغير متخصصين. هل يقول قائل أن الشيخ أبو إسحاق أو الشيخ يعقوب مثلًا غير متخصصين، من يقول بهذا فكأنما يقول أن ضوء النهار يحتاج إلى شهادة أنه من الشمس.

هؤلاء العلماء الذين أحبهم الناس وتربعوا على القلوب بإخلاصهم أولًا وبعلمهم ثانيًا، وكم من عالم من العلماء الذين يرون أنفسهم، ظهروا على الشاشة، ولفظتهم القلوب، وصكت الآذان عن الاستماع إليهم، وغابوا ولم يقبلهم الناس، هل لمجرد أنه متخصص يجب أن نفرضه على المشاهد؟ هل لمجرد أنه أستاذ في الجامعة يجب أن يستمع إليه الناس؟ إن قلب المشاهد لا يفتح إلا بمفتاح الإخلاص لله، فإن لم يكن هذا المفتاح موجودًا فلن تفتح القلوب. فالحمد لله الذي فتح القلوب لهؤلاء العلماء.


• قالوا: إن القنوات الدينية تقدم فتاوى غريبة وشاذة ومتضاربة، أقول: هل يستطيع أحد أن يأتي بفتوى شاذة، أو فتوى لا أصل لها في الإسلام، صدرت أو قيلت على شاشة قناة الناس؟ مستحيل أن يكون ذلك على قناة الناس، بل إن كل ما يصدر عن علماء وشيوخ القناة هو من كلام علماء الإسلام الثقات على مر التاريخ الإسلامي. وبرامج الفتوى على قناة الناس لا يقدمها إلا علماء الفقه أصحاب التخصص في الفتوى.

وتضارب الفتاوى، وفوضى الفتاوى يمارسه العلماء الرسميون، وعلماء الأزهر، وعلى شاشة التليفزيون الرسمي للدولة، فمثلًا فتوى إرضاع الكبير: كانت من عالم من علماء الأزهر الكبار وعلى شاشة القناة الثقافية المصرية. وفتوى جواز إجهاض المغتصبة من شيخ الأزهر طنطاوي، وعارضه من علماء الأزهر والمؤسسة الرسمية الدكتور محمود أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن. وليس ذلك على الفضائيات، شيخ الأزهر طنطاوى يصدر فتوى عدم أحقية الدولة في إصدار قانون يحدد عدد الأطفال وفترات الإنجاب وهو أمر يخص الزوج والزوجة، وعارضة الدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وغيره من علماء المؤسسة الرسمية، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يحرم زيارة القدس، ووزير الأوقاف الدكتور زقزوق يدعو إلى زيارتها، أين التضارب وتعارض الفتوى، فوائد البنوك والجدل فيها وتضارب الفتاوى من المؤسسة الرسمية وشيوخها، فتوى الدكتور علي جمعة مفتي الديار في إخراج زكاة الأموال البنكية كزكاة الزروع والمعارضة لها من معظم علماء المؤسسة الرسمية. الدكتور علي جمعة وقضية بول النبي صلى الله عليه وسلم. فتوى الدكتورة سعاد صالح عميد كلية البنات بجواز المعاشرة بين الزوجين خلال الإنترنت. هذه عينة فقط، مجرد عينة من غرائب الفتاوى وتضاربها من علماء المؤسسة الرسمية. هل يمكن لأحد أن يأتينا بفتوى شاذة أو غريبة صدرت على شاشة قناة الناس. هذه الحقيقة لا دفاع.


لماذا تنقمون على دعوة الله عز وجل؟ هل تكذبون على الله وتزعمون أن هذه القنوات تتلقى تمويلات من جهات مشبوهة، أين هذه الجهات المشبوهة؟ إن من يتهم قناة الناس أنها تتلقى تمويل من جهات مشبوهة أو غير مشبوهة سيقدم إلى القضاء بتهمة التشنيع واتهام الآخر بغير مستند، وأتحدى أن يجرؤ أحد على اتهام هذه القناة بهذه التهمة، القناة تعمل في دولة ذات سيادة، ومملؤة بالجهات الرقابية خاصة المالية، ومن يتهم القناة بهذه التهمة فإنما هو يتهم الدولة وأجهزتها.

• قالوا الاسترزاق بالدين أقول: حنانيكم يا قوم، هل من الحرام أن يتقاضى العالم راتبًا مقابل علمه ودعوته؟ وبغض الطرف عن رأيي الشخصي أسأل: كم يتقاضى شيخ الأزهر من راتب؟ وفي مقابل ماذا؟ أليس في مقابل علمه، كم يتقاضى المفتي والعلماء جميعًا في كل مكان وفي مقابل عملهم بالدعوة وعلمهم. هل يظهر المفتي وشيخ الأزهر والعلماء الرسميون على شاشات التليفزيون الرسمي أو الفضائيات مجانا؟ لا.. يتقاضون من الفضائيات ويتقاضون الكثير والكثير.

• قالوا مخالفة الترخيص، وممنوع وجود قنوات دينية، من الذي أقر هذا القانون العجيب؟ من الذي أوجد هذا التشريع الغبي الذي هو هباء؟ هل يستطيع أحد أن يمنع سماء مصر من استقبال القنوات الدينية التي تظهر على أقمار غير النايل سات ومن خارج مصر وبشيوخ مصريين أو غير مصريين؟ أظن أن الإجابة ستكون لا يستطيع أحد المنع، فلماذا تمنعونها من الظهور من تحت أيديكم ومن تحت أعينكم.


ستظهر القناة من تحت أيد غير أيديكم، وبغير إرادتكم، وبدون رقابة منكم. وأقول حقيقة في الختام: قناة الناس تخضع لرقابة أمنية من جهاز أمن الدولة في مصر ولا يظهر شيخ من الشيوخ على القناة إلا بموافقة صريحة من الأمن أو بموافقة سكوتية من الأمن (أي السكوت عن الشيخ)، وإن أغلقت السلطات في مصر قناة الناس فسوف تبث القناة باسم الناس2 من خارج مصر، وعلى مدار النايل سات، وسيستقبلها كل بيت مصري، وبنفس الشيوخ، وبنفس البرامج، بل لن يكون للأمن المصري أي رقابة أو توجيه لها، وأنا الذي سيفعل هذا، وأتحمل المسئولية كاملة، ولن يستطيع أحد منع كلمة الله، ولو وصل الأمر إلى اللجؤ السياسي، أو الإضراب عن الطعام، وأتحمل مسئولية كل كلمة أقولها.

قناة الناس أصبحت لازمة من لوازم الحياة المصرية، مظهر من مظاهر الإسلام المصري، أعادت شيوخ مصر ليكونوا نجومًا وقدوة للعالم العربي، ما الذي يغضب العلمانيين واللادينين أن يكون علماء الإسلام هم نجوم الأمة، وهم الأقرب إلى القلوب وهم القدوة، كفانا إقتداءًا بالممثلين والراقصين والمغنيين.


لن يخبو نجم قناة ولن ينطفئ نورها

{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)} [الصف : 8]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)}[البقرة : 114]

وللحديث بقية.

• أستاذ الحديث وعلومه


19-10-2010 م

الله عـزوجل ( جل جلاله ) سبحانه وتعالى لااله الا هو الحي القيوم

الله عـزوجل


لا شيء أعظم من الله، ولا حديث أحسن من الحديث عنه، فذكره دواء، وكتابه شفاء، واتباع أمره نجاء..

الله العظيم المتفرد بالصفات العلى والأسماء الحسنى، كمل فيها وعظم، فما من صفة عظيمة في مخلوق إلا وهي فيه أتم شيء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].

فلا يداخله نقص، ولا تأخذه سنة ولا نوم، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، وليس له شريك في الملك، وليس له ولي من الذل، له الخلق والأمر..

تبارك وتعالى، عز وتكبر، هيمن وتجبر، فاطر السموات والأرض، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار..

نور السموات والأرض ومن فيهن، وهو قيوم وملك، ورب وإله، وهو ُيطعِم ولا يُطعَم، وهو القاهر فوق عباده..

لا تخفى عليه خافية، يعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين..

السموات والأرض في قبضته، والعباد تحت قدرته، يحيي ويميت، بيده الضر والنفع..

قائمة المدونات الإلكترونية