عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } رواه الترمذي .

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ) [آل عمران/191-194]
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

نور الايمان

نور الايمان

رشحنا

شــبــكــة نـور الــإ يــمــا ن

الثلاثاء، 11 يناير 2011

أقوال الذهبي في شيخ الاسلام بن تيمية

الذهبي

ومنهم الشيخ الامام الحافظ الهمام مفيد الشام ومؤرخ الاسلام ناقد المحدثين وإمام المعدلين والمجرحين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي الأصل الدمشقي ابن الذهبي الشافعي.
مولده فيما وجدته بخطه في سنة ثلاث وسبعين وستمائة وتوفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير من دمشق رحمه الله تعالى ومشيخته بالسماع والاجازة نحو ألف شيخ وثلاثمائة شيخ يجمعهم معجمه الكبير وكان آية في نقد الرجال عمدة في الجرح والتعديل عالما بالتفريع والتأصيل إماما في القراءات فقيها في النظريات له دربة بمذاهب الأئمة وأربابا المقالات قائما بين الخلف بنشر السنة ومذهب السلف انشدونا عنه لنفسه :
الفقه قال الله قال رسوله إن صح والاجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة بين النبي وبين رأي فقيه
وله المؤلفات المفيدة والمختصرات الحسنة والمصنفات السديدة منها تاريخ الاسلام في عشرين مجلدا وسير النبلاء في عشرين مجلدا وميزان الاعتدال في نقد الرجال وغير ذلك ، وهو الذي قال فيه الامام العلامة الأوحد أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الموصلي الاطرابلسي الشافعي لما قدم دمشق متوجها إلى الحج سنة أربع وثلاثين وسبعمائة
ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت أخباركم قط إلا ملت من طرب
ولست من عجب أن ملت نحوكم فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب
ولقد وجدت بخطه في مواضع عدة سمى فيها الشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام منها في الاستجازة الكبيرة المعروفة بالألفية بخط المحدث أبي عبد الله محمد بن يحيى بن سعد المقدسي سأل فيها الاجازة من مشايخ العصر لأكثر من الف انسان مؤرخة بيوم الاحد سابع عشر شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فأول من أجاز وكتب فيها خطه بذلك الشيخ تقي الدين فوجدت بخطه أول الشيوخ المجيزين ما صورته :
أجزت لهم ما سئلت إجازته بشروطه كتبه أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية.
وكتب قبالة ذلك الحافظ أبو عبد الله الذهبي المذكور ما وجدته بخطه :
هو شيخ الاسلام تقي الدين سمع ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وسمع مسند أحمد والكتب الستة وشيئا كثيرا وهو حافظ عارف بالرجال.
ووجدت بخط الذهبي أيضا على حاشية استدعاء إجازة ما صورته :
فوائد نقلها كاتبها محمد بن أحمد من إجازة شيخ الاسلام أبي العباس بن تيمية لأهل سبتة. انتهى.
وكانت هذه الاجازة سنة تسع وسبعمائة بثغر الاسكندرية وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
وكتب الحافظ الذهبي أيضا طبقة سماع كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام على مؤلفه الشيخ تقي الدين والطبقة آخر الكتاب فقال :
سمع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الامام العالم العلامة الأوحد شيخ الاسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني رضي الله تعالى عنه. وذكر بقية الطبقة.
وقال الحافظ علم الدين أبو محمد القاسم بن البرزالي : رأيت في إجازة لابن الشهرزوري الموصلي خط الشيخ تقي الدين ابن تيمية قد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي :
هذا خط شيخنا الامام شيخ الاسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الاول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهوو دون البلوغ برع في العلم والتفسير وافتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الاجواد الاسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس. انتهى.
وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي مرة أخرى في ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية :
وله باع طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين وقل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأربعة وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب السنة ولما كان معتقلا بالاسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له مروياته وينص على أسماء جملة منها فكتب في عشر ورقات جملة من ذلك بأسانيدها من حفظه بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث يكون وله الآن عدة سنين لا يفتي بمذهب معين بل بما قام الدليل عليه عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا وجسر هو عليها حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه وبدعوه وناظروه وكاتبوه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي بل يقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته في السنن والأقوال مع ما اشتهر منه من الورع وكمال الفكر وسعة الإدراك والخوف من الله العظيم والتعظيم لحرمات الله فجرى بينه وبينهم حملات حربية ووقعات شامية ومصرية وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة فينجيه الله تعالى فإنه دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يدبجها بكيفية وجمعية وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء ومن الجند والأمراء ومن التجار والكبراء وسائر العامة تحبه لأنه منتصب لنفعهم ليلا ونهارا بلسانه وقلمه ، وأما شجاعته فبها تضرب الأمثال وببعضها يتشبه أكابر الأبطال فلقد أقامه الله في نوبة غازان والتقى أعباء الأمر بنفسه وقام وقعد وطلع وخرج واجتمع بالملك مرتين وبخطلو شاه وببولاي وكان قبجق يتعجب من إقدامه وجراءته على المغول وله حدة قوية تعتريه في البحث حتى كأنه ليث حرب وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت إني ما رأيت بعيني مثله ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم.
وقال الذهي أيضا :
جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية رضي الله عنه فوجدته ألف مصنف ثم رأيت له أيضا مصنفات أخر.
وترجمة أبي عبد الله الذهبي للشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام اشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر من ذلك في قصيدته التي رثاه بها بعد موته وهي ما أنبأنا شيخنا الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن الإمام أبي محمد عبد الله بن أحمد السعدي قال أنشدنا الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن الذهبي لنفسه يرثي شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه:
يا موت خذ من أردت أو فدع محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت عرى التقى واشتفى منه أولو البدع
غيبت بحرا مفسرا جبلا حبرا تقيا مجانب الشيع
فإن يحدث فمسلم ثقة وإن يناظر فصاحب اللمع
وإن يخض نحو سيبويه يفه بكل معنى من الفن مخترع
وصار عالي الإسناد حافظه كشعبة أو سعيد الضبعي
والفقه فيه فكان مجتهدا وذا جهاد عار من الجزع
وجوده الحاتمي مشتهر وزهده القادري في الطمع
أسكنه الله في الجنان ولا زال عليا في أجمل الخلع
مع مالك الإمام وأحمد والنعمان والشافعي والخلعي
مضى ابن تيمية وموعده مع خصمه يوم نفخة الفزع

قائمة المدونات الإلكترونية