عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } رواه الترمذي .

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ) [آل عمران/191-194]
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

نور الايمان

نور الايمان

رشحنا

شــبــكــة نـور الــإ يــمــا ن

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

حزب النور

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

نشيد حزب النور الجديد

‫نشيد حزب النور الجديد للمنشد أبو عمار

نشيد حزب النور الجديد للمنشد أبو عمار

اعلان حزب النور الجديد - نور يعنى ايه - !!

الأحد، 13 نوفمبر 2011

الشيخ ياسر برهامي التلاوات الدروس المرئيات الفتاوى المقالات الكتب

الدولة: مصر

ولد الشيخ حفظة الله في محافظة الإسكندرية في 25 صفر 1378 هـ الموافق 9/9/1958م، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1982م كما حصل ماجستير طب الأطفال عام 1992م من جامعة الإسكندرية، حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999م من جامعة الأزهر.

بدء العمل الدعوي وطلب العلم في المرحلة الثانوية. شارك الشيخ في العديد من المجالات الدعوية بداية من تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية والتدريس فيه، حيث قام بتدريس مادتي التوحيد وأصول الدعوة إلى حين إيقافه سنة 1994م

وللشيخ مؤلفات عديدة مسموعة ومقروءة وأول كتاب له هو كتاب فضل الغني الحميد عام 1980م، درّس هذا الكتاب في أول ملتقى بشاب الدعوة السلفية عام 1981م وبعده كتابي منة الرحمن وكتاب لا إله إلا الله كلمة النجاة وكتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وكتاب تأملات في سوره يوسف وكتاب قراءة نقدية لبعض ما ورد في كتاب ظاهرة الإرجاء والرد عليها وكتاب فقه الخلاف.وقام بالتعليق على العديد من الكتب مثل شرح كشف الشبهات وكتاب أقوال الفعال واعتقادات خاطئة.

أيضا قام بالمشاركة في كتابة مقالات مجلة صوت الدعوة إلى حين إيقافها سنة 1994م.


يقوم الشيخ بشرح كتاب صحيح مسلم بشرح النووي وكتاب فتح الباري وتفسير ابن كثير وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب شفاء العليل وكتاب إعلام الموقعين لابن القيم وكتاب العقيدة الوسطية.
كما أن للشيخ مجوعات علمية صوتية كاملة مثل قضايا الإيمان والكفر وفقه الخلاف ومشروعية العمل الجماعي والرد على كتاب الإرجاء والعقيدة في الصحابة و شرح منة الرحمن وشرح فتح المجيد و شرح معارج القبول

وغيرها الكثير .

موقع فضيلة الشيخ : صوت السلف

"السلمي".. اتحاد الدويلات المصرية ذات النظام المدني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن المتفق عليه أن الديكتاتورية هي أسوأ نظام حكم، ولكن ما هي أسوأ صورها؟

مِن وجهة نظري: إن الديكتاتورية التي تلبس ثوب مشاركة الشعب في الحكم (الشورى أو الديمقراطية) هي الأسوأ على الإطلاق؛ لأن "الديكتاتور المتخفي" يجيد التهرب من المسئولية، ويلقيها على الشعب الذي يزعم أنه قد استشاره!

ولهذه صور متعددة ألصقها في الذهن صورة "النظام السابق" الذي كان يأتي بأصحاب المصالح ليمثلوا الشعب شاء أم أبى!
تجلت آخر صورها في "مجلس عز" منزوع المعارضة، وقبله كان أستاذه "صفوت" يكتفي "بأغلبية مريحة" قادرة على تمرير أي قرار أو قانون! تاركًا بعض مقاعد للمعارضة تبدي بها شيئًا من آراء "الشعب الحقيقي" حتى إذا جدَّ الجَد، وحانت ساعة التصويت؛ لا يجد وقتها "فتحي سرور" أي عناء في عد غنماته؛ لأن "الأغلبية المريحة" تضمن له أن يقول: "موافقة".. هكذا دون عد!


وأما "القذافي": فاختار صورة أن يستشير الشعب كله "هيلا بيلا" عبر آليات نظن أنها سوف تبقى سرًا أبد الدهر؛ ليخرج بعدها بـ"قراراته الجماهيرية"!

وبالطبع لا بد لكل ديكتاتور من حدث تاريخي يمثل المشروعية التي يحكم بها حتى ولو تَخفى وراء شعار: "كلنا بنحبك يا ريس"، كما هو الحال للـ"ضربة الجوية الأولى" في حالة "مبارك"، و"قيادة الثورة الليبية" في حالة "القذافي".
ويبدو أن نمط الديكتاتور المتخفي قد أعجب كل مَن يتولى منصب "نائب رئيس وزراء مصر" بعد الثورة؛ سواء كان "الجمل" أم "السلمي"! وهكذا وبدون ضربة جوية أولى، ولا ثانية، خرج علينا الدكتور "علي السلمي" بوثيقة، قال: إنه استشار فيها منظمات المجتمع المدني، والنقابات، و.. و..

ولولا الملامة؛ لخرج علينا بالهتاف الذي كان أتباع الحزب الوطني المنحل يرددونه: "إن الأجنة في بطون أمهاتها تهتف لوثيقة علي السلمي".


وعندما اعترض المعترضون على الوثيقة الدستورية من حيث الشكل؛ لأنها ببساطة ليست دستورية! وسأل السائلون عن الحكمة من إقرارها دون انتظار للمسار الذي حدده الإعلان الدستوري الذي تولى هو بموجبه منصبه؛ برر العجلة أن البرلمان القادم سوف يسيطر عليه تيار واحد، ومِن ثَمَّ سوف يحتكرون كتابة الدستور!

ولا أدري: أين عشرات الأحزاب، ومئات النقابات، و.. و.. الذين قاربوا في زعمه أن يمثلوا إجماعًا وطنيًا؟!
الحاصل أن: الدكتور "علي السلمي" يُمثـِّل بتلك الوثيقة ديكتاتورية فشلت حتى في ارتداء "الثوب الديمقراطي"، فإذا استصحبنا أن هذه الديكتاتورية تتم في الدستور الذي لا ينبغي أن يأتي إلا باستفتاء شعبي عرفنا ما تستحقه هذه الوثيقة مِن وصف، إذن ففكرة هذه الوثيقة من حيث المبدأ فكرة بالغة السوء؛ بحيث إنهم لو عرضوا علينا أن نكتبها بأيدينا لرفضنا؛ لأننا باختصار نريد دستورًا سليمًا من الناحية الإجرائية.


طبعًا من حق أي قوة أو مجموعة قوى أن يصدروا وثيقة تمثلهم يخاطبون بها الرأي العام، وأما أن يتبنى "مجلس الوزراء" لوثيقة فضلاً أن يطالب "المجلس العسكري" بإصدار إعلان دستوري بها؛ فهذه هي الديكتاتورية بعينها!

ولكن السؤال: هل هناك ما هو أسوأ من فكرة الوثيقة؟
الإجابة: نعم. إن مضمون وثيقة الدكتور "السلمي" أسوأ بكثير من فكرتها، وسقطاتها أوضح من أن تعد.
ولكن سوف نكتفي هنا بأمرين:
الأول: النص على مدنية الدولة.
الثاني: تمزيق الدولة.
أما الأول: فنافح الدكتور "علي السلمي" عن مدنية الدولة "منافحة الأم عن ولدها"، ورغم ما قرره غير واحد -ومنهم غير الإسلاميين- على أن هذا مصطلح غير علمي، منهم: الدكتور "ضياء رشوان"، ورغم اعتراض الإسلاميين عليه على أساس أن كلمة المدنية إذا أضيفت إلى الدولة لا تعني إلا "الدولة اللا دينية"، لا سيما وأن هناك مَن يصرح بهذا، مثل: "أحمد عبد المعطي حجازي"!

ورغم أن "وثيقة الأزهر" وجدت حلاً عمليًا للمسألة حين نصت على أن دولة مصر: "دولة دستورية قانونية، وطنية حديثة، مرجعية التشريع فيها هي الشريعة الإسلامية". وهي صياغة كما ترى جمعت كل ما يحويه وصف المدنية من فضائل في ذات الوقت التي ابتعدت فيه عن شبهة اللفظ الذي يوهم اللا دينية، وهي طريقة شرعية علمنا الله إياها حين قال: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْ[ا} [البقرة:104], ورغم حضور الدكتور "السلمي" بنفسه مناقشات "وثيقة الأزهر"؛ إلا أنه ما زال يصر عليها، بل صرح أنها غير قابلة للمناقشة، ثم بعد ذلك يدعو الإسلاميين للمناقشة!


ثم جاءت الصيغة النهائية لتعلن صاعقة، وهو تراجع الدكتور عن تعبير "دولة مدنية" إلى تعبير "نظامها مدني"، وهي صياغة تستوجب منا أن نغلق كل هذه المناقشات الدستورية لنحتكم إلى مجمع اللغة العربية -"ولولا اعتبارات السن والوجاهة لقلت نعود إلى صفوف الدراسة المبكرة جدًا جدًا"- لنسأل أهل العربية ومدرسيها ودارسيها عن تلك "النكتة اللغوية"، وهذه "العطية السلطانية" التي يأمل معها "مولانا السلطان" أن نقبل الوثيقة بعد ما تفضل وتكرم، وجعل نظام الدولة مدنيًا بدلاً من أن يجعل الدولة ذاتها مدنيًا!

والذي فات "صاحب تلك النفحة"، و"صائغ تلك التحفة": أن الذي يُعنى بوضعه في الدستور، هو: "نظام الدولة"، فتعبير دولة مدنية إذا ورد في وثيقة دستورية فهو يكافئ تمامًا تعبير: "دولة نظامها مدني".

وأما أكبر أخطاء تلك الوثيقة على الإطلاق فهو: "إقحام وصف موحدة"، في قوله: "مصر دولة ديمقراطية موحدة"، وكان يمكن أن نحسن الظن ونقول: إن الخطأ هنا هو الخطأ العكسي تمامًا لخطأ تغيير تعبير "الدولة المدنية" إلى "الدولة التي نظامها مدني"، فنقول: إن معد الوثيقة قد يكون قد استحكمت العجمة من قلمه ولسانه؛ فلم يدر الفرق بين "الواحدة" و"الموحدة"، وأن بوسعنا أن نحمل القضيتين إلى مجمع اللغة العربية؛ فيُقضى بيننا وبين المحرر الأعجمي لوثيقة الدكتور "علي السلمي".

إلا أن تمام الوثيقة قد أفصح أن كاتبها قد أصابت العجمة قلبه وعقله، فظن أو تمنى أو.. أو.. ثم وجد طريقه إلى وثيقة دستورية أُريد لها أن تعد بليل، وأن تكتسب مشروعية الدساتير الشعبية؛ فمرر تلك الكلمة التي يبدو أنه يدرك معناها، ويعرف مغزاها، فقام بدسها في الوثيقة على أساس أن رافضي الوثيقة سوف تسحر أعينهم عبارة: "الدولة التي نظامها مدني"، ولن ينتبهوا إلى أن "السوس" في طريقه إلى الدولة ذاتها -حدودها الجغرافية- بعد ما ظن أنه قد أكل نظامها فأراده عالمانيًا، وقد أراده عامة سكانها إسلاميًا.

والدليل على ذلك: أن الوثيقة قد تولد عنها في صورتها الأخيرة وثيقة اختيار الهيئة التأسيسية فنزعت عن البرلمان المنتخب حق استكمال الدستور بعد ما نزعت الوثيقة الأم عنه حق وضع المبادئ الأساسية للدستور، وواضح أن صاحب فكرة الدولة الموحدة هو نفسه صاحب تلك الفقرة الإبليسية، والتي احتوت عليها الوثيقة الثانية، والتي تنص على أن: "الأماكن ذات الطبيعة الثقافية الخاصة يجب أن يكون لهم حضور وتمثيل في الهيئة التأسيسية". وقد حددت الوثيقة تلك الأماكن (سيناء - الوادي الجديد - للنوبة - حلايب وشلاتين) يعني الشرق والغرب والجنوب هي في حس واضع الوثيقة مناطق ذات طبيعة ثقافية خاصة، ولم يبق إلا أن يخرج علينا مَن يستنكر استئثار الشمال بوضوع الدستور ووظائف الدولة إلى آخره.. "يعني السودان شمال وجنوب وغرب".


وفي حدود علمنا أن أهم مقومات الثقافة هي: "الدين واللغة"، وهذه الأماكن يتكلم أهلها العربية و95% منهم بالإسلام كسائر أنحاء مصر، بل ربما كانت نسبة الإسلام فيهم تقارب المائة بالمائة، وحتى غير المسلمين فقد قالها "مكرم عبيد" قديمًا، و"رفيق حبيب" حديثًا: "أنا قبطي الديانة مسلم الثقافة".

ولا أدري ما الذي حدا بكاتب الوثيقة أن يعتبر أن هذه المناطق ذات طبيعة خاصة: هل لأنهم يرتدون الجلباب؟! فإن 70% من شعب مصر يرتديه، ونحن -بحمد الله- نرتدي كل ما أباح الله، والذي مِن أحبه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القميص الذي نسميه في اللغة الدارجة جلبابًا أو جلابية.

أم هل لأن لهم بعض العادات الخاصة في مناسباتهم الاجتماعية؟! فإن لكل محافظة في مصر بعض التميز في العادات بما لا يرقى قط إلى أن يُسمى تميزًا ثقافيًا، ولو كان هذا تميزًا؛ فدونك السكين فاعملها في الوطن مشرقًا ومغربًا، ومقبلاً ومدبرًا، حتى لا تدع فيه قرية ولا نجعًا إلا وعزلته عن الوطن الأم ثقافيًا، ثم بعد الثقافة تأتي السياسة التي ينبغي أن تكون مرآة للثقافة، وما لم يقتطع بالسياسة قطعته الأمم المتحدة التي تعمل على تمزيقنا!

فيا صاحب فكرة الدولة الموحدة: إن إقليم مصر عندما انضم إلى دولة الخلافة الموحدة احتفظ بحدوده كإقليم واحد داخل تلك الدولة الموحدة، وعندما جاءت "سايكس - بيكو" لتقسم المغرب العربي إلى دويلات: (المغرب - تونس - الجزائر)، وتقسم الشام إلى دويلات: (سوريا - لبنان - الأردن - فلسطين) لم تستطع أن تفعل مع مصر إلا أن فصلت عنها الأقاليم الموحدة معها، وآخرها: "السودان" لتترك مصر دولة واحدة عبر التاريخ.

والآن وقد أصبح العالم الغربي يريد نصرًا بلا حرب، ولكن فقط تمرير لفظ يَسير له دلالاته، وسابقة دستورية لها ما بعدها، يقتنع به مسئول في الدولة أو يدسها له مستشار أعجمي، أو خبير في شئون الدساتير المدنية، والمطلوب من القوى السياسية أن توقِّع؛ وإلا قيل -كما نسب في تصريح-: "إن الجميع موافق فيما عدا الإخوان، والسلفيون، والجماعة الإسلامية، والأحزاب ذات المرجعية الدينية، وحزب الوسط".

اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.


22-شوال-1432هـ 20-سبتمبر-2011

المصدر: موقع صوت السلف

عدالة الإسلام

عدالة الإسلام
الكـاتب: جمال المراكبي
المختار الإسلامي


العدل من الأسس التي عليها عمار الكون، وصلاح العباد، لذا حث عليه الإسلام، وجعله أساسًا للحكم بين الناس: {لَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا رُ‌سُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25].

والله سبحانه وتعالى هو الحكم العدل المقسط، فهو سبحانه لا يحكم إلا بالحق، ولا يقول إلا الحق، ولا يقضي إلا بالحق: {وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: ٢٠].

وقد نفى سبحانه الظلم عن نفسه، وحرمه على عباده، فقال تعالى: {وَمَا رَ‌بُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد} [فصلت: 46]، وقال في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا» [رواه مسلم، كتاب البر والصلة (2577)].

والله سبحانه وتعالى هو الحكم الملزم حكمه كونًا وشرعًا، وشرائعه سبحانه عدل كلها، فلا خير إلا فيها، ولا عدل إلا بها: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلهِ أَمَرَ‌ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [يوسف: ٤٠].

والإمام العادل هو الذي يتبع أمر الله وحكمه، فيضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط، وكل ميل عن الشرع فهو ميلٌ عن العدل وإقرار للظلم الذي هو ظلمات يوم القيامة.

ودستور المسلمين يحث على العدل والإحسان، وينهى عن المنكر والبغي: {إِنَّ اهَإِ يَأْمُرُ‌ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْ‌بَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ‌ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ} [النحل: 90].

ويأمر الحكام بأداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل، ويحث الرعية على طاعة أولي الأمر: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ‌كُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرً‌ا . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ‌ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُ‌دُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّ‌سُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 58، 59].

ويحث على العدل في المقال - القول- والعدل في الفعل - العمل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَ‌بِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرً‌ا فَاللهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا} [النساء: 135]، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْ‌بَىٰ وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا} [الأنعام: 152].

والتزام العدل واجب حتى في الفتن والاقتتال بين المسلمين: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَ‌ىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ‌ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين} [الحجرات: 9].

وواجب على المسلمين أن يلزموا العدل حتى مع الأعداء، فلا تكون عداوتهم وبغضهم سببًا في ظلمهم؛ لأن المسلمين هم حملة المنهج الرباني الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليقيم العدل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِ‌مَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَ‌بُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

ولما رأى المسلمون ما حدث بقتلاهم يوم أحد من تمثيل قالوا: "لو أصبنا منهم يومًا من الدهر لنزيدين عليهم"، فأنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْ‌تُمْ لَهُوَ خَيْرٌ‌ لِّلصَّابِرِ‌ينَ} [النحل: 126] [رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني، وقال ابن حجر في الفتح: وقد ذكر روايات ضعيفة في هذا الباب، وهذه طرق يقوي بعضها بعضًا (ج7 ص430)].

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة العدل والإمام العادل في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل» [متفق عليه]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» [مسلم 1827]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابًا إمام جائر» [الترمذي 1329، والبغوي في شرح السنة (ج10 ص65)، وقال: حسن غريب].

بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر يخرص عليهم ثمارهم وزروعهم، فأرادوا أن يقدموا إليه رشوة ليرفق بهم، فقال لهم: "والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليَّ، ولأنتم أبغض إليَّ من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبي إياه، وبغضي لكم على ألا أعدل فيكم"، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض [أبو داود وابن ماجه بسند حسن، ورواه مالك في الموطأ مرسلاً].

وجاء جعدة بن هبيرة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا؟ فقال علي: إن هذا شيء لو كان لي فعلتُ، ولكن إنما ذا شيء لله [ذكره ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة علي ج8 ص6].

وفي أول خطبة لعمر بن عبد العزيز بعد توليه الخلافة حمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد: فإنه ليس بعد نبيكم نبي ولا بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب، ألا إن ما أحل الله حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله حرام إلى يوم القيامة، ألا إني لست بقاضٍ ولكني منفذ، ألا إني لست بمبتدع ولكني متبع، ألا إنه ليس لأحدٍ أن يُطاع في معصية الله، ألا إني لست بخيركم ولكني رجلٌ منكم، غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً" ثم ذكر حاجته [ابن سعد في الطبقات ج5 ص250].

ففي هذه الخطبة التي تعتبر نموذجًا لالتزام العدل ودستورًا للحكم؛ بيَّن عمر الأسس التي سيقوم عليها حكمه:
1- اتباع شرع الله وتنفيذه على الكافة.
2- اتباع سنن الهدى ونبذ الابتداع.
3- لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
4- لا يتميز الوالي عن رعيته بشيء فهو منهم وليس بخيرهم، وقد يكون بينهم من هو خيرٌ منه.
5- إيمان الإمام بما عليه من أعباء جسام وهو مسئول عنها أمام ربه وأمام رعيته وكل ذلك سبيل لتحقيق العدل والرفق بالرعية.

وإعمالاً لهذا المنهاج كان عمر يقول للناس: "الحقوا ببلادكم فإني أذكركم في بلادكم وأنساكم عندي، ألا وإني قد استعملت عليكم رجالاً لا أقول هم خياركم، ولكنهم خيرٌ ممن هو شرٌ منهم، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له عليَّ، والله لئن منعت هذا المال نفسي وأهلي ثم بخلت به عليكم، إني إذًا لضنين، والله لولا أن أنعش سنة أو أسير بحق ما أحببت أن أعيش فواقًا" [1] [ابن سعد (ج5 ص253)].

عدالة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز:
لقد كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يرى استصلاح ما فسد من حال الرعية بالعدل، وبما دلت عليه الشريعة، وليس باللجوء إلى ألوان القهر والإذلال والقوانين الاستثنائية.
ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء عن يحيى الغساني قال: "لما ولاني عمر بن عبد العزيز الموصل، قدمتها فوجدتها من أكثر البلاد سرقةً ونقبًا، فكتبت إليه أعلمه حال البلد وأسأله: آخذ الناس بالظنة، وأضربهم على التهمة، أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة؟" فكتب إليَّ عمر أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق، فلا أصلحهم الله.
قال يحيى: "ففعلت ذلك، فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد وأقلها سرقة ونقبًا".
وكتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز: "إن أهل خراسان قومٌ ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن في ذلك.
فكتب إليه عمر: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، والسلام" [تاريخ الخلفاء وقد عزاه لابن عساكر].

والعدالة التي نعنيها ليست فقط العدالة القانونية التي يعبر عنها بالمساواة، وإنما هي العدالة الشاملة التي تعم الحاكم والمحكوم على حد سواء، وتشمل العدالة الاجتماعية والاقتصادية وكفالة حقوق الأفراد وحرياتهم.

هذه هي عدالة الإسلام تضمنها شريعة الإسلام، فهل من أوبة وهل من رجوع: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُ‌وا بِالْمَعْرُ‌وفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَلِلهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ‌} [الحج: 41]، {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ‌ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
--------------------
هامش:
[1] الفواق: زمن حلب الناقة، وقيل ما بين الحلبتين.

الدعوة السلفية مَن نحن ؟ وماذا نريد؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمع إشراقة عيد الفطر المبارك نتقدم إلى كل مسلم ومسلمة بأعز التهاني بهذا العيد الذي أتانا وقد أزاح الله عن بلادنا نظام الظلم والطغيان البائد، وأراح العبادَ من شر طغمة أفسدت في الأرض وصدت عن سبيل الله وابتغت السبيل عوجًا؛ فأزال مالكُ الملك ملكَهم ورئاستَهم، سائلين الله تعالى أن يهيئ لأمتنا أمرَ رشد؛ يُعَزُّ فيه أهلُ طاعته ويُهدَى فيه أهلُ معصيته، ويُؤمَر فيه بالمعروف ويُنهَى فيه عن المنكر، وأن يُوَلِّيَ أمورَنا خيارَنا مِن الذين قال فيهم: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41)، ولا يُوَلِّيَ أمورَنا شرارَنا، وأن يجعل ولايتَنا فيمن خافه واتقاه وآمن به واتبع شريعتَه وسنةَ نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ونسأله سبحانه أن يتقبل منا ومن كل المسلمين الصلاةَ والصيامَ والزكاةَ وسائرَ الأعمال، وأن يعفو عنا ويغفرَ لنا ويرحمَنا وينصرَنا على مَن بغى علينا.

وننتهز هذه الفرصة لنقدم للجميع جوابًا على السؤال الذي يقفز إلى ذهن الكثيرين ممن سمع عنا ولم يسمع منا:

مَن نحن؟ وماذا نريد؟

نحن جماعة من أبناء هذا الوطن -مصر الحبيبة- رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، ندعو إلى الله سبحانه؛ إلى عبادته والإيمانِ به؛ تحقيقًا لقوله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) متبعين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بالإسلام كدين شامل كامل ينظم حياةَ الفرد والأُمَّة والدولة؛ في الظاهر والباطن، في العقيدة والعبادة والمعاملة والخلق والسلوك (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام)، نريد العودة إلى الإسلام كما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبيضَ نقيًّا بلا شوائبَ ولا بدع كما فهمه وطبقه السلف الصالح من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومَن تبعهم بإحسان؛ الذين نحبهم ونتولاهم ونبغض مَن يبغضهم وبغير الخير يَذكُرهم. ونريد استئناف حياة إسلامية لبلادنا ولكل المسلمين في الأرض لتحقيق الإسلام والإيمان والإحسان.

ففي العقيدة والإيمان:

ندعو إلى توحيد الله -سبحانه- بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا شريك له في الهيئة ولا كفءَ له في أسمائه وصفاته وأفعاله:

فهو وحده المتفرد بالخلق والرزق والتدبير (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنعام:17).

وهو وحده المتفرد بالملك (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26)، وقال: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر:13).

وهو وحده الذي له الأمر والحكم والتشريع (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54)، وقال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (يوسف:40)، وقال: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (الشورى:21)؛ فلا نرضى أبدًا بحكم يخالف شرعَه الذي أوحاه إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتمِ النبيين الذي لا يقبل الله مِن أحد صرفًا ولا عدلاً إلا بالإيمان به واتباعه واتباع النور الذي أنزل معه -القرآن العظيم-.

والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان ونصرة الدين ومتابعة أهله وعدم طاعة الكفار والمنافقين من أصول الإيمان.

وهو سبحانه وحدَه الذي يستحق العبادة بكل أنواعها؛ فلا نركع إلا لله ولا نسجد إلا له ولا ندعو غيرَه ولا نذبح لغيره.

ونحارب البدع والخرافات التي تدعو إلى الغلو في الصالحين وصرف العبادة لهم ولقبورهم.

وهو سبحانه له الأسماء الحسنى؛ الرحمن على العرش استوى، الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. ندعوه بأسمائه ونحبه مِن كل قلوبنا ونخافه ونرجوه ونتوكل عليه ونتجنب البدع.

ونؤمن بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر على ما جاء في الكتاب والسنة.

وفى العبادة والعمل:

نتبع سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونحارب البدع كلَّها، ونسعى إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في الأمة كلِّها، وكذا صوم رمضان والحج، وندعو إلى تجنب الحرام في المعاملات والأعمال، فلابد أن تُضبَط الدنيا بالدين؛ فنرفض الربا -ومنه فوائد البنوك الربوية- والرشوةَ التي دمرت المجتمع والميسرَ -القمار والغرر- وثمنَ الخمر والخنزير والميتة والأصنام، وكلَّ بيع أو إجارة ثبت النهي عنها في الكتاب والسنة أو أعانت على معصية الله.

وفى الأخلاق والسلوك:

نرى أن تَقَدُّمَ الأمة ورفعتَها في عودتها للتمسك بالأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام -وأصلها مراقبة الله والإخلاص له-؛ فنأمر ببر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والعاملين وغض البصر وحفظ الفرج وصدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعقود وتعظيم حرمات المسلمين والمعاهَدين والمستأمَنين مِن غيرهم، وننهى عن سفك الدماء وغصب الأعراض، والأموال ونسعى إلى حل المنازعات بين الناس بشرع الله، ونحارب الخمر والمخدرات والزنا والتجارة والعمل في كل ذلك وما يعين عليه.

وفى السياسة وأنظمة حياة المجتمع:

نسعى إلى إقامة دين الله في الأرض وسياسة الدنيا به وإيجاد فروض الكفاية كلِّها:

- مِن نظام تعليم:

يرتقي بأبناء الأمة ويُخَرِّج لنا أجيالاً تفهم دينها وتعمل به وتُكَوِّن كفاءات في جميع مجالات الحياة -مِن طب وهندسة وفيزياء وزراعة وصناعة وكلِّ الأنشطة الإنسانية- تقود الأُمَّة إلى النهوض من رقدتها وتضعها أمام كل الأمم.

- ومِن نظام إعلامي:

واعٍ يقوم على الصدق والأمانة وتوضيح الحقيقة ومحاربةِ المبادئ المخالفة للشرع والشهوات المغوية والشبهات المضلة.

- ومِن نظام قضائي:

عادل يقوم على القسط الذي شرعه الله، وجزءٌ منه نظام العقوبات الإسلامي؛ مِن حدود وردت في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بضوابطها الشرعية وتعزيرات لردع المفسدين، وهذه كلها لا تخيف أحدًا مِن أهل الخير والصلاح بل بها تقوم السماوات والأرض؛ لأنها العدل وليس ما اخترعه البشر من عقوبات أو قضاء بخلاف الشرع ما جرَّ على الناس إلا مزيدَ الفساد للمجتمع ونشرَ الظلم والمنكر فيه.

- ومِن نظام اقتصادي:

يهدف إلى تحقيق التكافل بين الطبقات الاجتماعية بلا غنى مطغٍ ولا تسليطٍ لرأس المال ولا فقرٍ مُنسٍ يقهر الطبقات الفقيرة الكادحة، بل يجد كلُّ واحد كفايتَه ويتقاسم الناس فيه الخير والرخاء والثروات بنظام الزكاة، ويتجنب النظام الربوي وأنظمةَ الميسر والقمار المتفرعةَ عنه، كما يحافظ على الملكية الخاصة ويمنع مصادرة الأموال بغير حق طالما اكتسبها صاحبُها بالحلال مهما بلغت طالما أدى ما عليه، كلُّ هذا مع الانفتاح على العالم -وأَوَّلاً العالم العربي والإسلامي- لتحقيق الخير للأمم والشعوب في ظل الشرع.

- ومن السياسة الخارجية وفى مجال الحرب والسلم:

فلابد من تقوية الجيش الذي يدافع عن الدين والبلاد والعباد، ويحافظ على الكرامة، كما نفي بالعهود والمواثيق ولا نغدر ولا نخون.

-ومِن النظام الاجتماعي:

ندعم المحافظة على الأسرة، ونؤكد على حق المرأة والضعيف كما ورد في الشرع لا على حسب أهواء الغرب ومنظماته الهادمة لمبادئ الشريعة، كما نسعى إلى وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير كما أمر الله، ونؤكد حقَّ اليتيم والأرملة والمسكين.

ونعرف لغير المسلمين من أهل الكتاب حقَّهم؛ أن لا يُكرِهَهم أحدٌ في دينهم (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (الأعراف:54)، وهم جزء من المجتمع له حقوقه وعليه واجباته كما شرع الله لهم في أحوالهم الشخصية مِن زواج وطلاق ونحوه أن يتحاكموا إلى شرائعهم طالما لم يختلفوا، فإذا اختلفوا واحتكموا إلينا حكمنا بينهم بشرع الله، كما لا يُمنعون من ممارسة شعائرهم في بيعهم وكنائسهم ولا مِن أكل ما اعتقدوا حِلَّه كخنزير أو خمر على أن لا تكون في الأسواق والأماكن العامة، ونأمر بالعدل معهم والبر والإحسان لمن لا يحارب المسلمين في الدين، ونرى جواز البيع والشراء والإجارة والشركات والمضاربات وسائر الأنشطة التي أحلها الله، ولهم دورهم في بناء المجتمع والدولة، وهم مسئولون عن ذلك مع المسلمين وإن لم يتولوا الولايات العامة التي تهدف إلى إقامة الدين؛ فلا يُتصوَّر أن يتولاها مَن لا يؤمن بهذا الدين، ونحفظ حرمةَ دمائهم وأعراضهم وأموالهم امتثالاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قتل معاهَدًا لم يَرَح رائحةَ الجنة)، وندافع عنهم كما ندافع عن المسلمين في ذلك كله، وقد قمنا بذلك بحمد الله أثناء الثورة -باركها الله-.

فهذه هي السياسة الشرعية التي نريد أن توضِّح للناس نموذجًا يختلف عن كل النماذج التي رأوها أو سمعوا بها؛ لأن مرجعيتها كانت على خلاف الشرعية، ومرجعيتنا في المشاركة السياسية الشريعةُ الإسلامية التي نريد المحافظة على هُوية الأمة بالتمسك بها وتفعيلها؛ حتى تتحول كلُّ التشريعات إلى ما يوافق الوحيَ المنزَّل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فهذه خطوط عريضة لحقيقة دعوتنا وأهدافنا، ووسيلتُنا في تحقيق ذلك ما أمر الله من التعاون على البر والتقوى، وجماعتُنا ترى لزومَ ذلك والاجتماعَ عليه في كل المجالات بما في ذلك مجال المشاركة السياسية من خلال الأحزاب التي تقوم على مرجعية الشريعة وتتعاون معًا لتحقيق الهدف المنشود.

أعاد الله الأعيادَ على أمة الإسلام كلِّها بالنصر والتمكين والعز والكرامة، ورَفَعَ عنها الظلمَ والعدوان.

اللهم احفظ بلادنا آمنة مطمئنة رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين.

تقبل الله منا ومنكم.

الدعوة السلفية

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف


الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

Excuse me!!





رسالة مختصرة فيها تعريف مختصر بالإسلام وحث على التعرف عليه
و بعض المواقع الداعية إلى الإسلام باللغة الإنجليزية

Excuse me!!
Would you stop for a moment?!
O...man...Haven't you thought-one day- about yourself ?
Who has made it?
Have you seen a design which hasn't a designer ?!
Have you seen a wonderful,delicate work without a worker ?!
It's you and the whole universe!..
Who has made them all ?!!
You know who ?.. It's "ALLAH",prise be to him.
Just think for a moment.
How are you going to be after death ?!
Can you believe that this exact system of the universe and all of these great creation will end in in nothing...just after death!
Have you thought, for a second, How to save your soul from Allah's punishment?!
Haven't you thought about what is the right religion?!
Read ... and think deeply before you answer..
It is religion of Islam.
It is the religion that Mohammad-peace upon him- the last prophet, had been sent by.
It is the religion that the right Bible- which is not distorted-has preached.
Just have a look at The Bible of (Bernaba).
Don't be emstional.
Be rational and judge..
Just look..listen...compare..and then judge and say your word.
We advise you visiting :
المواقع الداعية إلى الإسلام باللغة الإنجليزية


الاثنين، 17 أكتوبر 2011

حملة طريق الإسلام لإغاثة الصومال


قيام هذه الثورة السورية السلمية المباركة ضد هذا النظام فيها نصرة لدين الله تعالى، ونصرة للمظلومين، ونصرة للمغيبين في السجون منذ سنين، ونصرة للمشردين من أهل سوريا في أنحاء الأرض فرارًا بدينهم من هذا النظام الطاغوتي..


ولذا وجب الوقوف معها ومناصرتها بكافة وسائل الدعم المشروعة كلٌّ بحسبه؛ فالعالم بفتواه وتشجيعه، والسياسي بميدانه، والتاجر بماله ودعمه، والإعلامي بنقل الحدث للعالم، والصحفي بقلمه، والشاعر بشعره، والأديب بأدبه، والإمام بقُنُوتِهِ في مسجده وجامعه، والأم في تشجيع أولادها على المناصرة والمشاركة.. وهكذا جميع الأطياف تتعاون لإقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام سوريا بإذن الله تعالى .....


أما على مستوى الحكومات، فالواجب على الدول الإسلامية عمومًا الوقوف مع الشعب السوري الأبيّ؛ لرفع الظلم عنه ومساندته بكل الإمكانات الممكنة والمتاحة...

:: وجوب مساندة ثوار سوريا ::

:: أحداث ســــــوريـــا ::

:: الأحداث الجارية في سوريا ::
انصروا إخوانكم في سوريا
من ضمن الأقسام الجديدة التي يقدمها طريق الإسلام لزواره الكرام قسم الكتب الصوتية والذي يحوي العديد من أمهات الكتب المقروءة والمسجلة صوتيا مما يتيح للزائر الاستماع للكتاب الذي يريد بسهولة ويسر وبالتالي يسهل عليه الانتهاء من الكتاب في وقت أقصر والانتباه للنقاط الهامة وتحديدها بصورة أسهل فنسأل الله أن ينفع المسلمين بهذا القسم وأن ييسر لنا أن نقدم لكم كل ما هو جديد ومفيد دوما بمشيئة الله ....

الكتب الصوتية
لقد تمعّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا رأى قوماً من مضر وما بهم من الفاقة فحث على الصدقة وتتابع الناس على الصدقة بالطعام والثياب فاستنار وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مُذْهَبَه.. (والحديث في صحيح مسلم).

بادروا بالحج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين :



قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية97]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الإسلام بني على بني على هذه الخمس، فلا يتم إسلام عبد حتى يحج ولا يستقيم بنيان إسلامه حتى يحج

الخميس، 13 أكتوبر 2011

"مأساة تهدد المجتمع"


"مأساة تهدد المجتمع"

" لعنة كبرى"
"المقاومة"
"الحرب"
"بث السموم"
"حائط الصد"
"ترسانة قوانين"
"لايفل الحديد الا الحديد"
"التمويل الأجنبي"
" التصدى للخطر "
"إنقلاب"
"خطر شديد" "خطر شديد" "خطر شديد" "خطر شديد" "خطر شديد"
هذه عينة من الكلمات والمصطلحات التي خرج بها علينا الأستاذ خيري رمضان في حلقة الإثنين 4 أكتوبر من مصر النهاردة والتي يظن السامع لأول وهلة انها حث وتحريض للناس علي جهاد المحتل ومقاومة أعداء الأمة الذين يفُتُّون في عضدها من اليهود و الأمريكان أو من سار علي نهجهم المعادى وخصوصا حينما تلمح فى المجلس أحد رموز الأزهر والأوقاف جالسا بجواره ويشارك بنصيب وافر فى استعمال ألفاظ الإثارة والجهاد فتحسب أن هذه الألفاظ الفخمة الضخمة موجهة ضد أعداء الإسلام.
لكن المفاجأة المروعة هنا أن الأعداء المقصودين في الحلقة والذين تنبغي مقاومتهم وفل حديدهم وكسر شوكتهم والذين يبثون سمومهم ويهددون الأمن العام والسلام الإجتماعي ليسوا اليهود ولا الأمريكان ولاحتي الإيرانيين !
إنما الخطر المحدق الذي تكرر الصراخ به عشرات المرات في الحلقة والعدو الأكبر و الأوحد تقريبا الذي نال أوفر قسط من التحذير هو واستعد للمفاجأة لتعلم من عدوك الحقيقى:
...................
....................
....................
إنه الشيخ حسان والشيخ يعقوب والشيخ أبواسحاق والدكتور حازم شومان والشيخ محمود المصري وغير هؤلاء من الدعاة "المضلين"- بزعمهم- الذين يبثون سمومهم ويموَلون من الخارج ويدعون لإنقلاب في المجتمع عن طريق القنوات المُضلة المسماة بالقنوات الدينية
و قد تعجب حين تعلم أن البرنامج ظل لمدة ساعة كاملة تقريبا يصرخ بلسان ضيوفه لإنقاذ مصر وسلامتها واعتدالها من الخطر المحدق بها جراء هذه الضلالات الدينية التي تفسد الذوق العام وتناقض التراخيص التي حصلت عليها تلك القنوات بمنافتها للآداب العامة ولمواثيق الشرف الإعلامية التي اشتُرطت عليها قبل اعطائها التراخيص التى تعمل بموجبها!!!!!!
هذا باختصار شديد مادارت حوله أحداث هذه الحلقة "المثيرة" من برنامج مصر النهاردة والتي وعد الأستاذ خيري أن تكون طليعة لسلسلة من الحلقات المهمة التي تفتح هذا الملف الشائك والذي سماه بفوضي الفتاوي
والحقيقة أن المرء لايعجب من هذا الهجوم الكاسح من أناس يُصرحون بعلمانيتهم وبرفضهم أن يتعدي الدين حدود المسجد ليحكم أو يتحكم في فكر الناس وإهتماماتهم لكن مايثير العجب أن يتصدر الحلقة أحد هؤلاء "النجوم" –كما سموهم - ما عُرف ولا كان له ذكر قبل تلك القنوات "السامة" - كما سبوها (بالباء) - وهو الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف والذي تصدي في هذه الحلقة لإضفاء صبغة شرعية علي العلمانية وعقائدها التي أطلَّت بوجهها واضحة جلية لكل ذي لب استمع إلي دقائق من هذا البرنامج .
سالم عبدالجليل كما نعلم ماظهر في بداياته إلا من خلال قناة الناس ثم قناة الرحمة وكان في هذا الوقت إلي حد كبير منضبطا يحترم من قدموه ويثنى عليهم أو علي الاقل يُظهر هذا الإنضباط والإحترام لإخوانه من الدعاة والعلماء الذين كان يقف إلي جوارهم في خندق واحد يدعوا إلي الله ويُعلِّم الناس من خلال هذه المنابر التي انقلب عليها بعد ذلك ووصمها ومن فيها بأشنع الصفات و كأنه لم يكن منهم من قبل.
كل ذلك قبل أن يُبدِّل ويُغيِّر وتطرأ عليه أفكار ومعتقدات أقل ما توصف به أنها علمانية قحة وليس من مثل أوضح من تصريحاته قبل خطبة أوباما فى جامعة القاهرة حينما أثنى ثناءا بالغاً على "السيد" أوباما كما دعاه ثم جهر بالمبادىء العلمانية وقال مانصه باختصار:الرسالات تتكامل و الدساتير الوضعية تتكامل وينبغى أن تتكامل الشعوب ونحن لا نريد من المسيحيين أن يعتنقوا الإسلام ولا من اليهود أن يعتنقوا الإسلام بل ليبقى كلٌ على عقيدته ونتكامل ونتعايش .
وهو بذلك يدير ظهره لما فضل الله به هذه الأمة وجعلها خير الأمم وهو التغيير والدعوة فهى الأمة المبتعثة لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة كما صدع سيدنا ربعى بن عامر رضى الله عنه وعن كل من تبع النبى فى سبيله (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
فليس من العجيب إذا أن يستمع سالم في هذه الحلقة إلي مصائب عقدية لا تخفي علي طالب ثانوي أزهري ثم يقرها بابتسامة عريضة ملىء فيه وإيماء متواصل برأسه رضا واستحسانا بل إن شئت فقل طربا بما يقال وكأني به لم يفهم أن ماقيل تصريح برفض أي سلطة دينية -هو بالمناسبة عضو فيها- ودعوة لدولة علمانية صرفة لاتجعل للدين فيها أي مكان اللهم في بعض الشعائر المسجدية كما صرح بذلك ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي وقال في الحلقة بنفس اللفظ "لسنا دولة دينية ولكن دولة مدنية تحترم الدين ويبقي الدين غذاء للروح"
وقال ايضا "الدين لا يحكم الإعلام ولايمكن السماح بأن تتحكم في الإعلام سلطة دينية"
كل ذلك يقال واكثر وسالم يهز رأسه باستمرار ويبتسم لا أدرى فرحاً ام إعجابا بما يتفوه به رجل المفروض انه خصمٌ رافضٌ له بصفته ممثلا للسلطة الدينية وهى وزارة الاوقاف التى يعمل سالم وكيلا لها.
إن مايدعو للعجب حقاٍ بل للحزن أن يصير الشيخ قصداً أو بدون قصد علمانياً
نعم علمانياً
أوليس الإقرار بالشىء رضاً به ؟؟
ألم يقل الله (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) ؟
ألم يقل عن اهل سقر (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) ؟
أفلم يعلم أن الله جعل الخوض فى أعراض العلماء والقراء من الكفر كما فى سورة التوبة (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ) وهل كان فى المجلس المشئوم إلا الخوض فى أعراض علماء ودعاة أفاضل ليس منهم من لا يحمل كتاب الله ناهيك عن باقى علمه ودعوته؟

وياليته اكتفى بالإقرار لكنه ادلى بدلوٍ أكبر من دلو هؤلاء العلمانيين فى الهجوم على إخوانه وتسفيههم والسخرية منهم واتهامهم بأقذع التهم ولمزهم بأحط الصفات.
فيُصرح تارة بجهل هؤلاء المشايخ بقوله ( من خلال الريموت فى 5 دقائق تقدر تعرف فوضى الفتاوى)
ويلمح تارة بقوله (لما كنا شباب صغير نتكلم بلا وعى او ادراك كامل بالواقع كنا نفتى بالتحريم فيعجب الناس بكلامنا)
وهو بذلك يلمز الدعاة بالصغر و قلة الوعى وأغلبهم أكبر منه سناً ومقاماً وخبرة
ثم يعود فيصرح بانهم لم يدرسوا فى مدارس معروفة مثل الازهر او مايناظره ان كان هناك مايناظره وانهم لادراية لهم بالواقع بل يخرجون ما فى بطون الكتب دون تمييز لما اخرجوه هذا متن أم شرح أم حاشية أم نقد
وكأنه يتكلم عن مجموعة من الأميين الذين لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة ويعجزون عن فهم مدلولات الألفاظ ومعانيها وليس عن علماء اعترف العالم الاسلامى بفضلهم ونشر الله دعوتهم وهدى بهم القاصى والدانى .
بل ويدعى زورا أنه إذا أنكر عليهم بعلمه الواسع وفطنته العظيمة قالوا بركاكة وهوان (يامولانا ماهو كله موجود فى الكتاب "أهو" )
وكأن الفهم صار حكرا على رجال الأزهر والسلف الصالح الذين كتبوا هذه الكتب التى يحتكر سالم فهمها إنما كتبوها لتدرس فقط فى المعاهد الازهرية وأخذوا العهود و المواثيق على ناسخيها ألا تخرج من أسوار الأزهر حتى لا يساء فهمها من هؤلاء الدعاة الجهلة بزعمه !!
ثم يخلط بين من يتكلمون فى الجن وتفسير الرؤى والأعشاب وغير ذلك بأصحاب هذه الأسماء العملاقة التى ذكرناها والتى حشد إعداد البرنامج مقاطع مبتورة لبعض من برامجهم فى حين لم يأت هذا الإعداد ولو بمقطع واحد لهؤلاء الذين اختصوا بهذه الامور التى يسميها خرافات بل كل المقاطع التى أوردها انما هى لمشايخ او دعاة نادراً ما يتكلمون عن هذه القضايا إنما جُل مايطرحونه قضايا فكرية وعقدية ووعظيه تأخذ بقلوب وعقول الناس الى ربهم وتدعوهم للإستقامة علي مراده.
فياليتك يا شيخ سالم اكتفيت بإقرار الالفاظ البذيئة التي استعملها شوقي السيد (محامي مجموعة طلعت مصطفي) الذي أحنيت راسك احتراما له وهو يصف الدعاة و القنوات الإسلامية بالسيرك الاعلامي
ويساويهم بعمرو أديب الذي منع برنامجه لإحتوائه على ألفاظ خادشة للحياء (كما زعم شوقى أن هذا سبب المنع)
ويصرخ : لاحرية في الدين بل في كل شئ إلا الدين وإذا وصلت للدين - أي الحرية - تكون لعنة وفتنة.
ويدعوا بكل صراحة لضرب القنوات الدينية بيدٍ من حديد وإغلاقها إغلاقاً تاما بلا رجعه وبدون انتظار حتى لا يظل الناس فريسة لهذا "الضلال "الذى يلوث عقائدهم وأفكارهم.
ويتهم الشيوخ أنهم لم يعودوا شيوخاً بل صاروا نجوماً متكبرين صورهم في الشوارع (وعلي فكرة من أكثر من تعرض صورهم في الشوارع سالم عبد الجليل نفسه)
كل ذلك طرف من تشنجات هذا الكاره الذى يعلن عداوته لكل من يتكلم فى الدين على هذه القنوات وينفى عنها كل خير هكذا بتعميم مطلق وسالم يسمع كل هذا ولا ينكر منه شيئابل يزيد سالم علي كل ماقيل كذبا وتدليسا باسم الدين يؤيد به آراء هذا العلمانى .
فيدعي علي النبي كذبا انه ترك منطقة رمادية بين الحلال والحرام ولم ينكر على الناس الوقوع فيها ولم يقل أبدا أنها حرام وهي المشتبهات بل أقصى ما وصل إليه النبى أنه قال (الأحسن أن تتركوها) فلماذا إذا يحرم هؤلاء المتشددون على الناس عيشهم ويطلبون من الناس ألا يقعوا فى المشتبهات؟
وكلنا يحفظ بقية الحديث الذي بتره قاصدا (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى . يوشك أن يرتع فيه وفى رواية(يوشك أن يواقعه) . ألا و إن لكل ملك حمى . ألا وإن حمى الله محارمه .) فيحولها سالم بقدرة عجيبة علي التلبيس إلي (الأحسن ماتعملش المشتبهات ) و يتجاهل بداية الحديث التى ينادى فيها النبى الأمة (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه)
ثم يدعي أن الآراء التي عرضت في مقاطع مبتورة للدعاة انما هي آراء شاذة وغريبة وأن أصحاب هذه المقاطع يميلون لما يسميه بثقافة التحريم وأن الناس تحب من يحرِّم وتعتبره متمسكا فلذلك يلجأ الشيوخ للتحريم لأنه - بزعمه-أسهل وهم بذلك ليسوا علماء لأن العالم فى تعريفه وبألفاظه : "العالم هو الذي يفتي بالرخصة من مظانها"
ولى مع هذا التعريف العجيب وقفة مهمة ولقد بحثت عنه بحثا مضنيا حتى كلت عينى فلم أجد له أثرا فى كلام أحد من أهل العلم المعتبرين سلفا أو خلفا ممن عرَّفوا العالم الربانى بل العكس هو الصحيح فلن تجد إلا ذما وتفسيقا لمن إنتهج هذا المنهج التلفيقى الذى يضيع على الناس دينهم
فالرخص الشرعية الثابتة بالقرآن والسنة لا بأس من العمل بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه» أخرجه أحمد في المسند (2/108)، وابن حبان في صحيحه. أما تتبع رخص المذاهب الاجتهادية والسعى وراءها دون حاجةٍ يضطر إليها المفتي، والتنقل من مذهب إلى آخر والأخذ بأقوال عددٍ من الأئمة في مسألة واحدة بغية الترخص، فهذا المنهج قد كرهه العلماء وحذَّروا منه، وإمامهم في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: «إني أخاف عليكم ثلاثًا وهي كائنات: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليكم»( ، وهذالحديث tأخرجه الطبراني في الكبير (282) وفي الأوسط (6/342) من حديث معاذ بن جبل الحديث له شواهد مرفوعة وموقوفة يقوى بها إلى الحسن لغيره.
فزلة العالِم محفوفة بالمخاطر لترتب زلل العالَم عليها، فمن تتبع زلل العلماء اجتمع فيه الشر كله.وقد عبر العلماء عن هذا العمل بأنه فسق لا يحل.
بل هناك من العلماء من حكى الإجماع على حرمة تتبع الرخص حتى لو كان عاميًا، ومن أولئك الإمام ابن حزم رحمه الله حكى الإجماع على اعتباره فسق كذلك وقال – نقلا عن غيره -: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
، وابن الصلاح رحمه الله، وكذلك ابن عبد البر، حيث قال ـ رحمه الله ـ: «لا يجوز للعامي تتبع الرخص إجماعًا».
ونقلوا عن الإمام أحمد أنه قال: لو أن رجلا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ وأهل المدينة في السماع وأهل مكة في المتعة كان فاسقا.
وقد أفاض الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ في الآثار السيئة التي تنجم عن العمل بتلقّط الرخص وتتبعها من المذاهب، وخطر هذا المنهج في الفتيا.
والتساهل المفرط ليس من سيما العلماء الأخيار، وقد جعل ابن السمعاني ـ رحمه الله ـ من شروط العلماء أهل الاجتهاد: الكف عن الترخيص والتساهل، ثم صنف ـ رحمه الله ـ المتساهلين نوعين:
1 ـ أن يتـساهل في طلـب الأدلـة وطرق الأحـكام، ويأخـذ ببـادئ النظر وأوائـل الفكر، فهذا مقصر في حق الاجتهاد، ولا يحل له أن يفتي ولا يجوز.

2 ـ أن يتساهل في طلب الرخص وتأول السنة، فهذا متجوز في دينه، وهو آثم من الأول.
والملاحظ أن منهج التساهل القائم على تتبع الرخص يفضي إلى اتباع الهوى وانخرام نظام الشريعة، «فإذا عرض العامي نازلته على المفتي، فهو قائل له: أخرجني عن هواي ودلني على اتباع الحق، فلا يمكن والحال هذه أن يقول له: في مسألتك قولان فاختر لشهوتك أيهما شئت»، أو سأبحث لك عن قولٍ لأهل العلم يصلح لك، وقد قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: «لو أن رجلاً عمل بكل رخصه؛ بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع، وأهل مكة في المتعة، كان فاسقًا».
ويروى عن إسماعيل القاضي ـ رحمه الله ـ أنه قال: «دخلت على المعتضد فدفع إلي كتابًا، فنظرت فيه وقد جمع فيه الرخص من زلل العلماء وما احتج به كل منهم، فقلت: مصنف هذا زنديق، فقال: لم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: الأحاديث على ما رويت، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح المسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء، ثم أخذ بها ذهب دينه، فأمر المعتضد بإحراق ذلك الكتاب».
ولعل واقعنا المعاصر يشهد جوانب من تساهل بعض الفقهاء في التلفيق بين المذاهب وتتبع الرخص، كما هو حاصل عند من يضع القوانين والأنظمة، أو يحتج بأسلمة القانون بناءً على هذا النوع من التلفيق، أما حالات الضرورة في الأخذ بهذا المنهج فإنها تقدر بقدرها.
هذا كله يعلمه سالم ويحفظه بحكم دراسته الأزهرية التى يباهى بها ثم يأتى بعد ذلك فيطمس عليه و يدعى ان هذا هو العالم وان الناس حرة تختار ماتشاء ويغلق تماما باب الاجتهاد بتحريمه الصريح لذكر رأى العالم اذا أجتهد بل لابد ان يذكر رأى كل العلماء الذين تكلموا فى المسألة والناس تختار كما تشاء وبلفظه: الناس حرةاللى يلتحى يلتحى واللى مايلتحى مايلتحى ) وأكمل أنا على منواله ونتيجة لرأيه ... ( واللى يتزوج متعة يتزوج واللى ياكل ربا البنوك يأكل واللى تتعرى تتعرى واللى واللى .........
وكلنا يعلم أنه ما من مسألة تقريبا من مسائل الدين إلا وقد وقع فيها الخلاف ولو بحثنا لوجدنا علماءا أفذاذا زلوا زلات قاتلة فمنهم من أباح نكاح المتعة ومنهم من أباح وطء المرأة فى دبرها وهى أمور مجمع على حرمته أفيجب على كل من يفتى سائلا أن يعرض عليه هذه الزلات ؟ سالم عبد الجليل يرى وجوب ذلك
وكأنه بذلك يبطل حديث النبى(المجتهد اذا اجتهد وأخطأ فله أجر واذا اجتهد وأصاب فله اجران ) فلا أحد عنده يحق له الاجتهاد او الفتوى حتى لو بلغ مرتبتها بل يجب أن يظل مجرد ناقل وإن توافرت عنده أدوات الإجتهاد.
ولكن فى الحقيقة إن أكثر ما يدعو للدهشة فى هذه الحلقة العنيفة المقاطع التى بُثت وادعلى سالم بك أنها فتاوى شاذة ويتهم نية قائليها أنهم راغبوا شهرة بتتبعهم للغرائب التى يعجب الناس بها
فليس من كلمة تلفظ بها شيخ في المقاطع التي انتقوها إلا ولديه من الله عليها برهان وله فيها سلف ودليل
وأنا أهيب بكل من يقرأ هذا المقال أن يرجع إن استطاع فيسمعها ليخبرنى فى الردود أيها شاذ أو غريب بل أيها لم يقل به جمهور أهل العلم
و ما الذي يدعوا للضحك الشديد بعد كلام الشيوخ فى تلك المقاطع وهو الذي لم يتجاوز الدليل الشرعي من آية أو حديث ؟
إلا إن كان ضحكاً علي الشرع أوضحكاً من ديننا فهذا إذا أمر آخر.
إن صدور هذا الضحك من شوقي السيد أو خيري رمضان أو ياسر عبد العزيز أمر طبيعي معتاد لكن ان يشاركهم الضحك الشيخ سالم فهذا هو ما يندي له الجبين ويستحق منا الحزن والاشفاق على ما آل إليه حال الشيخ
فحكم حلق اللحية مثلا الذى جاء على لسان شيخنا المحدث أبى إسحاق وهو-أى الحكم- الذى نال نصيبا وافرا من استهزائهم وتعالت عليه ضحكاتهم
هل هو رأي شاذ او غريب؟ أم هو قول الجمهور الساحق من اهل العلم وهل أخطأ الشيخ حينما أفتى السائل بقول الجمهور النابع من العديد من الأحاديث الصحيحة الثابتة التى لا يكاد يخلو منها مصنف حديثى .بل إن سالم نفسه أقر في نفس الحلقة انه رأي الجمهور وأن مذهب واحد هو الذي أجاز حلقها (و حتي هذا كذب فليس مذهب و إنما قول أحد مجتهدى المذهب الشافعي وهو النووي رحمه الله وهو لم يجز إنما كره وخالف بذلك إمام مذهبه الشافعى نفسه الذى قال بالحرمة)
أين الشذوذ والغرابة إذا فى كلام فضيلة الشيخ أبى إسحاق وهل لأنه عمل بالقاعدة الفقهية السليم (إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه )فنصح السائل أن يغير مهنته إن لم يستطع الكف عن التكسب من إعانة الناس على فعل حرمه جمهور العلماء ونهى عنه إما الأنبياء يكون بذلك قد أتى بالشذزذات والغرائب؟؟
أين الشذوذ فى كلام الشيخ المنجد حفظه الله حين تكلم عن الغزو الفكرى لأولادنا عن طريق الرسوم المتحركة وضرب مثلا لشخصية يحبها الأطفال فى هذه الرسوم وهى شخصية الفأرفى حين الشرع يذكر أنه حيوان مقيت وماجاء الشيخ بكلمة من عنده فى المقطع انما ذكر أحاديث النبى الصحيحة التى تكلم فيها عن هذا الحيوان
هل كلام النبى صاركلاما شاذا هو الآخر ومدعاة للسخرية والضحك؟
أما إذا انتقلنا للكلام عن مقاطع الدكتور حازم شومان والذى له نصيب وافر منها حيث بدأوا به وكذلك به ختموا ولكنها مشاهد متفرقة من حلقة واحدة أعلم جيدا أنها أزعجتهم أيما إزعاج وهى حلقة الرد على مسلسل الجماعة وكيف لا ينزعجوا وقد أطلق فضيلة الدكتور أعيرته الثقيلة على العمل العلمانى الأكبر لهذا العام والذى يؤصل فيه أخوهم وحيد حامد قواعد العلمانية ويفتح فيه النار على كل ماهو إسلامى أو يمت للدين بصلة.
هل أخطأ الدكتور حازم حينما قال العلمانية تكشف عن وجهها القذر فى هذا المقطع؟
وهل كان وجه العلمانية نظيفا حينما أرادت عزل الدين وجعله حصريا فى المساجد بل فى أضيق من ذلك فلا يتجاوز الروح الداخلية كما صرحوا بذلك فى المسلسل وفى البرنامج (أتواصوا به)
ولماذا يأخذ الدكتر حازم هذا القسط الوافر من الإستهزاء والسخرية وتتعالى الضحكات بعد مقطعه ويتهم بأنه ممثل قدير و يستعين بأسلوب الإثارة والتشويق؟
هل لأن صوته عالى وأنه يتحمس أثناء الإلقاء و لأن هذا الصوت يزعجكم؟
ألم تعلموا أن النبى كان إذا اعتلى المنبر كما فى حديث جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي رواه مسلم
هل تضايقكم هذه السنة أم تضايقكم غيرته التى نحسبها فيه ولا نزكى على الله أحدا
إن ضايقتكم غيرته وغضبه لله فاعلموا أن النبى قال إن المؤمن يغار والله أشد غيرة
وروي ان سعد بن عبادة قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فقال الرسول: “اتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن”.
أم تضايقكم حجته ودحضه لافتراءات أخيكم وحيد فى هذا المسلسل الذى فصلنا فى الرد عليه و إثبات بطلانه فى مقال عندما يكون المبدع إرهابياhttp://forums.way2allah.com/showthread.php?t=99982
وغير ذلك من المقاطع على نفس المنوال ولو أن المعد اجتهد قليلا لربما جاء بزلات فما من أحد إلا ويزل وليست العصمة إلا لنبى
لكن يشاء الله أن يحفظ هؤلاء الدعاة من إفك هؤلاء العلمانيين و شيخهم فلا يأتون إلا بمقاطع لا تزيدهم إلا عزة وليست من زلاتهم ولله الحمد والمنة
ومما يجدر ذكره عدم إظهار مقاطع زكريا بطرس التى أكد المذيع أنها عنده لكنه أبى أن يستفز مشاعر المشاهدين بعرضها !
و أنا أسأل هنا سؤالا عابرا لن أستطرد حوله هل استفزاز الناس على هذا الصليبى المشلوح الذى ما ينفك عن سب دينهم ونبيهم أولى أم استفزازهم وتنفيرهم من دعاة يأخذون بأيديهم إلى ربهم؟؟
الإجابة بالطبع واضحة فمشاعر الناس المرهفة التى احتملت عرض الإستفزاز الإسلامى المتطرف بصعوبة- حتى أن شابا مرهفا أرسل للمذيع يقول :أنا بقيت بخاف أوى من الشيوخ- لا يمكن أن تتحمل النوع الآخر من الإستفزاز لأننا ضيوف (ويا بخت من زار وخفف)
وأعود فأكرر كل هذا طبيعى ومعتاد من العلمانيين الذين تفرق شملهم إلا علينا لكن الشيخ الفاضل الذى يمرر كل هذا من تحت أنفه وبرضاه كيف نلتمس له العذر ؟
وهو الذى يضم صوته لصوت العلمانية ويصرخ وينادي لايفل الحديد إلا الحديد ولا يحارب الفكر إلا بالفكر ليوحى للناس ان هناك حربا بينه بين الدعاة بل ويصرح ويقول هؤلاء الدعاة وقفوا حائط صد بين الناس والمؤسسة الدينية ويكذب مرة اخري بادعائه أن هناك من يقول (مادام سالم يعمل في المؤسسة الدينية يبقى موظف ويبقى ويبقى ولاتسمعوا له)وأنا والله لاأدرى من قال هذا الكلام الذى لا أتصور أن يخرج من فم أحد الدعاة وبهذه الركاكة و السطحية وما أظنه إلا اختلاق من عقل سالم الذى يعانى فيما يبدو من عقدة الاضطهاد والتى صورت له أن الدعاة ينشغلون به كما ينشغل بهم ويحقدون عليه وعلى الأزهر كما..............
وأنا أريد ان أسأل كل من يزعم أن الدعاة يحاربون الأزهر أو حتى لا يحترمونه
أين هذا الهجوم ولما تتصورون معاركا مكانها الوحيد عقولكم ؟
اين هذا الهجوم من دعوة الشيخ حسان الصريحة للحفاظ علي مكانة الازهر واحترامه الشديد للشيخ سيد طنطاوى حتى وهو يرد عليه أيام أزمة النقاب ؟
وأين كان هذا الهجوم يوم أُبرز سالم عبد الجليل فى القنوات السلفية؟
وأين ذهبت الحرب والخصومة و الدعاة الأزاهرة يملؤون القنوات السلفية إلى اللحظة التى أكتب فيها هذا المقال وعلى رأسهم العالم الفاضل الدكتور نصر واصل المفتى الأسبق وصاحب المواقف المشرفة و غيره كثير مثل الشيخ الزغبى و الدكتور مازن السرساوى والشيخ أحمد جلال وآخرون لا تحضرنى الآن أسماؤهم
وأين كان التعصب ضد الأزهر من دعوة المشايخ لشباب الصحوة الملتزمين للالتحاق بكلية أصول الدين أيام مافتحت أبوابها لحملة الشهادات العليا (ثم أُغلقت بعدها فى وجوههم بفعل فاعل)؟
أين الحرب الوهمية وأبناء أغلب الدعاة طلبة فى المعاهد الأزهرية؟
وغير ذلك كثير من المواقف التى دافع فيها الدعاة عن الأزهر ورفضوا كل الدعاوى لتسفيهه أو النيل من قيمته من أمثال العلمانيين الذين يؤيده م سالم عبد الجليل
كل ذلك وتدعوهم بحائط صد ضد المؤسسة الدينية ؟
و تعود مرة أخرى فتردد موضوع التمثيلية الهزلية المسماة بالرخصة أو تصريح الخطابة وتطلب تعميمه على مدينة الإنتاج الإعلامى وتلوح برخصتك التي لا تدخل مبنى التلفاز المصرى إلا بها
الكل يعلم حقيقة هذه التصاريح وكيف ان المشايخ طالما أعلنوا انهم علي استعداد تام للاختبار بل وأُختبروا من قبل ونجحوا ومع ذلك لم يحصلوا علي هذه الرخصة المزعومة التي يحصل عليها أى خريج اصول الدين أو لغة عربية وقد يستخرجها وهو يلحن حتي في الفاتحة ولا يستطيع ان يفرق بين واجب ومستحب وركن وشرط و أنا أظن أن حال جل خطباء الأوقاف من حملة التصاريح لا يخفى عليك و أنت وكيل الوزارة المرموق بل لا يخفى على كل من يقرأ هذه السطور وهذا والله شىء يحزن وكلنا أمل فى الله أن ينصلح حال الأزهر أئمته ليخرج لنا أمثال العلامة أحمد شاكر والشيخ على محفوظ والشيخ محمد الخضر حسين والشيخ كشك والشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمهم الله جميعا وأكثر من أمثالهم ورزق الشيخ سالم الاقتداء بهم آمين.
إن ما حدث يوم الاثنين إنما يعد من أعظم المصائب التي حلت علينا في الأيام الاخيرة التى تنهال فيها السهام على الأمة من كل حدب وصوب ليس لمجرد الهجوم علي السلفية أو دعاتها فهذا أمر معتاد ليس بجديد لا نرد عليه إلا بقول الله (ولنصبرن علي ما آذيتمونا)
وهو من جملة الفتن التى نبأنا الله أنه يختبر بها عباده المؤمنين((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))
ولكنَّ المصاب الحقيقي أن يتحول شيخ فاضل وعالم ازهري الي علماني يؤيد العلمانية والديموقراطية وهذه المذاهب و الأفكار الوضعية ويقر بها ويرضي بالجلوس مع دعاتها ويدعمهم بل ويزيد عليهم سخرية واستهزاءا برموز الدين وبحملة الدين ومبلغيه بل وبكلام الدين ! وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولذلك سألت أعالم أم علمانى؟
رابط لحلقة فضيلة الشيخ أبى إسحاق الحوينى بعنوان
قضية التعدي على المشايخ السلفية والقنوات الاسلامية السلفيةhttp://www.way2allah.com/modules.php...les&khid=32040

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

السواك

الطب الحديث يكشف المزيد من أسرار السواك

كتشف فريق بحث دولي المكونات السرية في عيدان السواك الذي يستخدم على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا والبلاد العربية؛ لتنظيف الأسنان وحماية اللثة من الأمراض.
فقد كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة "إيلينويس" بشيكاغو، وجامعة "ستيلينبوش" في "تايجربيرغ" بجنوب أفريقيا- عن أن السواك يحتوي على مواد طبيعية مضادة للميكروبات تمنع إصابة الفم بالأمراض، وتقلل ظهور التجاويف السنية وأمراض اللثة.


وأوضح الباحثون في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على كشف أسرار قدرة السواك في تنظيف الأسنان- أن أعواد السواك التي عادة ما تستخلص من جذور أو سيقان الأشجار والشجيرات المحلية في البلدان التي تستخدمها، وتُسْتعمل بعد مضغ أطرافها حتى تُهْترأ، ثم تستخدم كفرشاة لتنظيف الأسنان، فعالة كفرشاة الأسنان تمامًا في إزالة طبقة "البلاك" المتراكمة على الأسنان وتدليك اللثة، مشيرين إلى أن هذه الأعواد تمثل بديلاً أرخص ثمنًا لسكان العالم الثالث، حيث لا تتوافر فرش الأسنان.


وأشارت الدكتورة كريستين -أستاذة طب الأسنان واللثة في جامعة إيلينويس الأمريكية- إلى أن عيدان السواك المستخدمة في ناميبيا مثلاً، بعد استخلاصها من نبات يعرف باسم "ديوسبايروس لايسيويديس"، يحتوي على ستة مركبات تقاوم الميكروبات، أربعة منها متحدة مع مادة "ديوسبايرون" والآخران هما "جوجلون" و "7- ميثيل جوجلون" وهما مادتان سامتان تتواجدان في الجوز الأسود أيضًا، يعتقد أنهما الأكثر فعالية ضد البكتيريا، حيث تصل درجة فعاليتهما إلى فعالية مستحضر غسول الفم الذي يعرف باسم "ليستيرين".


وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في عدد هذا الشهر من مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء الأمريكية إن آلية عمل السواك الذي يعرف في الهند باسم "نيم"، وفي الشرق الأوسط باسم "مسواك"، في قدرته على مهاجمة الميكروبات لم تتضح بعد.


وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن معدلات تسوس الأسنان بين مستخدمي السواك كانت أقل بالرغم من تناولهم أغذية غنية بالسكريات والنشويات، كما أثبتت دراسات أخرى أن آثاره المزيلة لطبقة البلاك تعادل آثار فرش الأسنان المستخدمة لنفس الهدف.


وقد استخدم فريق البحث أحدث التقنيات الحيوية لعزل المركبات الموجودة في السواك الناميبي، حيث تتركز آليات الحماية في معظم النباتات في اللحاء أو في الأخشاب القريبة منه فتقلل الأشجار بهذه الطريقة خطر إصابتها بالأمراض.


من جانبه، أكد الدكتور كين بيوريل مدير الشئون العلمية في مجلس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، إن هذه الاكتشافات لا تعني التخلي عن معجون الفلورايد وفرش الأسنان، ولكن السواك قد يكون بديلاً عندما لا تتوافر فرش الأسنان.


ويرى أن المركبات الجديدة التي تم اكتشافها في السواك، الذي يستخدمه سكان المناطق الريفية في العالم الثالث بكثرة، قد تصبح أساس المنتجات الطبية في المستقبل، وتدعم هذه الدراسة ما أكده الدين الإسلامي الحنيف قبل أربعة عشر قرنًا على فوائد السواك حيث أوصى الرسول –صلى الله عليه وسلم- المسلمين باستخدامه قبل كل صلاة.

قائمة المدونات الإلكترونية