الحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة أما بعد ...
أرض القبط هى أرض السواد لون التربة التى تتميز بها أرض مصر فهو مسمى قديم لازم مصر منذ عهد الفراعنة ونقل إلى لغات الحضارات التى توالت على أرض مصر وتحور الى ايجيبتو او ايجيبتوس او ايجيبت .. عموما فإن مصر هى أرض المصريين الذين كانوا فراعنة فأسلم منهم لموسى من أسلم .. ولما جاءت دعوة المسيحية أسلم منهم لعيسى من أسلم .. وعندما جاءت دعوة الإسلام أسلم منهم لمحمد صلى الله عليه وسلم من أسلم ... فمسملوها ومسيحيوها واليهود من أ بناءها مصريون عليهم واجب مقدس تجاه الوطن واحترام الأخ ..
المقال القادم بعنوان اسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا وابنة قسطنطن فعندها الخبر اليقين
المصدر منقول من ملتقى اهل التفسير - مقال للكاتب طارق منينه-
أتترككم مع المقال
هل لقصة كاميليا ووفاء قسطنطينوعشرات المسيحيين الذين يعلنون يوميا اسلامهم صلة بقصة الحضارة الاسلامية وهي تقومبعملها الرئيسي في تحرير الإنسان ، روحه وعقله وواقعه؟!
لاشكان للمفاهيم الصحيحة والأخلاق القرآنية عند المسلمين تأثير كبير على كثير منالمواطنين المسيحيين في اماكن العمل والجامعات والمُجَاوَرة او مانطلق عليه في مصر \" الجيرة\" ويزداد حجم هذا التأثير بزيادة فهم الشباب المسلم لمساحة التسامحالإسلامي الذي قرره الإسلام وعايشه النصارى في تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة.
كانتالخلافة الاسلامية قد سقطت في بداية القرن الماضي ، وكان الاستعمار الغربي يسيطرعلى كافة بلاد الاسلام ، وكان علماء الإسلام يحاولون مواجهة هذه الأوضاع المزريةالتي مازالت تؤثر على تقدم الإسلام والمسلمين. وقد كانت أمة الإسلام منذ البعثة علىقمة العالم في القرون الماضية قاطبة ، بعلمها واخلاقها وسلطانها ورحمتها ، ولم يمضالقرن الفائت2009م الا وقد كشف عن ظهور اجيالا اسلامية غالبت الاستعمار وتسلحتبالعلم لكنها مازالت تقاوم الاوضاع التي خلفها الاستعمار وتغالب صنائعها العلمانيةوالشرقية ، ولايكاد العقد الأول من القرن 21 م يمضي الا وقد ظهر مالم يتوقعه العالمكله فقد تفتق القرن عن ظهور فئة كبيرة جدا من الشباب المسلم الذي له باع طويل فيالإطلاع على الكتاب المقدس ونقده.ساعده على ذلك رغم فقره وحاجته توفر مادة العلمالإسلامي على شبكة الأنترنت والوسائل المعلوماتية الالكترونية الجديدة وهذا ماأقلقالكنيسة وازعجها بصورة كبيرة جدا، وماذا فعلت امبراطورية بولس المسيحية لمواجهة هذاالتحدي الكبير ؟ قامت وهي في حالة تململ واضطراب عظيم بترويج اشاعات كاذبة مثلالزعم بأن المسيحيات يخططفن في الطرقات، اكراه الشباب المسيحي على الإسلام، نتعرضلاكراه الأسلمة إلخ
بينما الحقيقة التي تخفيها الكنيسة عن شعبها ويعلمها امراءالكنيسة في الخارج هو أن العقيدة المسيحية تتعرض لنقد علمي ضخم- وعلى درجة عالية منالثقة بالنفس والعدل في الطرح والروح العالية الوثابة المشتعلة بالعلم ، والأخلاقالجميلة الظريفة، ويمثل تلك الصفات جميعا طائفة متنامية من الشباب المسلم صغير السن ..معتدل ومثقف، من كافة بلدان العالم الإسلامي ، خصوصا: الاردن ومصر والسعوديةوالمغرب ودول الخليج ومن دول افريقية ، فالكنيسة تعاني اليوم أشد المعاناة من نقدهذا الجيل الصاعد، من قدرته على الحوار وجاذبية العرض وهو ماعمل على زلزلة الكنيسةويقارب من عدة نواح ماحدث للكنيسة الغربية في العصور الوسطى المسلمة والذي أدى إلىاعلان شعوب تابعة لامبراطوريتها، الإنتماء الكلي للإسلام والردة عن كنيسة الاستعبادوالبهتان.
يمكن القول ان الحوار والانفتاح على الآخر والثقة بالنفس وروح التسامح هياهم مفاتيح الشخصية الاسلامية الجديدة وهي غير الشخصية التي ظن الإعلام الغربي انهاستتمكن من الروح الإسلامية واقصد: روح التعصب والتفجير والمغالبة باليد والتنفيس عنالاحتقان بالقتال غير المسؤول كما نشاهده ونسمع خبره في وسائل الإعلام المنتشرة،على العكس من ذلك انشغل شباب أمة الإسلام ، الذين يعيشون في بلاد \"المركز\" الإسلامي، بالحوار والفكر ومحاولة اصلاح المجتمع بالاصلاح الداخلي الذي يحتاج الى مزيد فعلوزيادة نشاط في المجتمع وتغيير في ملامح وجوهر الصورة الكريهة التي صنعتها عقودالاستبداد والعشوائية في اقامة المدن والشوارع القذرة التي لم يشهدها عالم الاسلامفي قرون عظمته وهي المساحة الزمانية المتطاولة التي تثبت جدارة الاسلام في اقامةمجتمعات نظيفة وجديرة بالحياة والثناء.
ولذلك نقول انه كلما انفتح النقدالإسلامي بصورة علمية عادلة واخلاقية ومتسامحة على الجهل والأفكار الخرافيةوالدينية المغيبة للوعي الانساني كما حدث أيام الأندلس ، كلما التفت له الشبابالحائر الباحث عن الحق في انسانية لاالتواء فيها ولا استغلال ، ولذلك يحاول ذلكالشباب تقديم نموذج مغاير للنموذج النمطي والسائد ... ذلك ان النقد العلمي العادلالمعروض بثقة مع تقديم المثال والنموذج للأخلاق الاسلامية سيؤدي بلا شك الى ازاحةغشاوة الجهل عن كثير من أخيار النصارى وفضلاؤهم، ومن يتحلى منهم بإرادة صلبة وشعورفائض بالحب والتحدي ، والمجازفة الإيجابية في بحر متلاطم من امواج المجتمع الدينيالسابق ، الذي تهيجه قوى علمانية ورأسمالية داخلية - مع ان الرأسمالية عادة تبحث عنهدوء داخلي!- وقوي خارجية ، زائد الإشاعات المصطنعة والافتراءات المخترعة التيتروجها صحف الاثارة الرخيصة .
ان لنا في نموذج وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته دليل على قوةالإرادة وكمال الشخصية وصلابة الموقف الذي بُني على اختيار شخصي قائم على فعل العقلالشريف واشتغال الروح الوثابة وفاعلية الارادة الواثقة ، وارادة الله من دون الناسوالانتفاضة الصريحة على الخرافة والضلال المبين. وكما قال الرسول صلى الله عليهوسلم فان الامر هو \" خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا\"
انكلتستطيع ان تتعرف على ذكاء هؤلاء مما فعلته كاميليا شحاته فقد ردت المال-الذي وضعهزوجها في البنك بإسمها- ردته الى زوجها وهي تعلم انه قام بسرقتها من الكنيسة كماقالت لشهود واقعة اسلامها ، كما انها كانت تقاوم طبيعتها كأم حتى تستطيع الخروج منبيت زوجها بدون ان يؤثر عليها مؤثر قد تستخدمه الكنيسة كوسيلة عاطفية من وسائلالتأثير عليها ، فكانت طول فترة اسلامها قبل خروجها من بيت زوجها تبتعد رويدا رويداعن طفلها حتى لاتسبب لها العاطفة المفعمة بالحب تجاه طفلها ، عائقا على اختيارهاالصلب مع وضع ثقتها في الله برجوع ابنها اليها والدليل انها لما علمت ان لها الحقفي الاحتفاظ بإبنها ارتجف فؤادها واشتعل حبها لطفلها لانها لاتريد فراقه ابدا ولولاانها تعلم ان وسائل التعذيب المعنوي الذي تقوم به الكنيسة ضد المسلمات الجدد تستخدموسائل غير انسانية للتأثير على قرار واختيار مصيري لما تركت ابنها طرفة عين ، فهذايدل على مدى حبها لابنها وفي نفس الوقت على بعد خطتها –وصلابة ارادتها- في مقاومةمؤثرات الكنيسة غير العقلية فهي تعلم ان الكنيسة فقدت براهينها ولم يتبق امامها الاوسائل التعذيب النفسي وربما الجسدي ولذلك قالت اذا لم أرجع صلوا علي صلاة الغائبوهذا ايضا يدل على معرفتها بالاسلام بنفس الدرجة التي تعرف بها المسيحيةوالكنيسة.
وهذا الذي حدث مع وفاء وكاميليا وغيرهما من شباب وشابات هو ماحدث بالضبطمع كثير من المسيحيين الأطهار الأقوياء الارادة والشخصية في الاندلس وبلاد اوروباوالشرق العربي والاسلامي. وقد خلق هذا كله اوضاعا جديدة وشكل جغرافية جديدة وتغيرتخريطة العالم ، كل ذلك بتقديم النموذج الاسلامي في العلم والعمل معا. وقد اعترفكثير من علماء الغرب في التاريخ ان الفتح الاسلامي قدم نماذج باهرة من التسامحلكنهم وان اندهشوا من سرعة هذا الفتح الممتد في الارض كلها ، اندهشوا بصورة اعظم مناسلام الشعوب المسيحية بصورة لم تُسبق في التاريخ البشري كله. بل رأت أوروبا علىابوابها وشواطئها بل داخلها ايضا ،انها محاصرة بنظام اسلامي عنده النظافة والشوارعالمضاءة والرحمة والعلم والعقل والتسامح والجمال في البناء والشخصية والأمانةوالرحمة بالخصم والفروسية الراقية حتى في الحرب كما ذكرت زيغريد هونكه في أكثر منكتاب لها وذكر ذلك ايضا غيرها من المؤرخين الأوروبيين. تذكر المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه أن:\" أتباعالملل الأخرى –وبطبيعة الحال من النصارى واليهود –هم الذين سعوا سعيا لاعتناقالإسلام والأخذ بحضارة الفاتحين ، ولقد ألحوا في ذلك شغفا وافتتانا ، أكثر مما يحبالعرب أنفسهم ...لقد كانت الروعة الكامنة في أسلوب الحياة العربية ، والتمدن العربي، والسمو والمروءة والجمال،وباحتصار : السحر الأصيل الذي تتميز به الحضارة العربية،بغض النظر عن الكرم العربي والتسامح وسماحة النفس- كانت هذه كلها قوة جذبلاتقاوم\"(الله ليس كذلك\" لزيغريد هونكه ص 42) وقال مدير استعلامات حلفالناتو سابقا وسفير المانيا في المغرب العربي سابقا ومدير قسم المعلومات بحلف شمالالاطلنطي وهو مراد هوفمان الألماني في كتابه (الإسلام عام 2000):\"لايستطيع العالم المسيحي أن يعترف ببساطة أن الإسلام انتشر لأنه حررالشعوب التي كابدت الحكم القيصري والبابوي والكسروي، وأن كثيرا من المسيحيين الذينزندقهم مجمع نيقية رحبوا بالإسلام الذي قال عن عيسى ماكانوا يعتقدون، فهو رسول اللهوليس ابن الله ، هجر الناس الكنائس أفواجا ودخلوا في الإسلام\"(الإسلام عام 2000 لهوفمان ترجمة عادل المعلم، مكتبة الشروق نوفمبر 1995، ص 34)
ايضا يمكن القول ان محاكمالتفتيش المسيحية في الغرب لم تجد امامها الا وسائل التعذيب بكل صورها فلو كانعندها حجة واحدة ترجع المسلم عن دينه لاتخذتها سبيلا ولكن..! كان التعذيب والقتلبأبشع الصور هو الوسيلة!
فالكنيسةكانت ترى طوال عهود ازدهار الاسلام في الغرب علما وبرهانا شائعا ومدنا نظيفة ممتدةفي بلاد الاسلام مضاءة ومزروعة في كل مكان بالاشجار والازهار وبالمكتبات والعفة،فأي حجة يمكن أن تواجه هذا كله مع انه لاحجة اصلا!؟
ومن المعلوم أن أوروبا عانت أعظم عمليةولادة متعسرة في تاريخها كله ، ولادة كانت تراقبها الكنيسة على مضض حتى انهالمواجهتها كانت تقوم بقتل وحرق وسجن ووأد المواليد الجديدة (علماء او رهبان أو أوفلاسفة ، ممن اعلن او كاد عن معارضته للكنيسة وعليه ملامح الأب الجديد الذي رباهموعلمهم وهو الأب الأندلسي المتسامح مع أولاده واولاد الأخرين على السواء!
وكانتراية الحرية الإسلامية تُري من بعيد والعلم –التي حُرمت منه اوروبا قرونا- ينادي منقريب وبعيد : هل من طالب يبحث عن سعادة عقلية وروح انسانية.... فلبى ندائهاالشباب الأوروبي حتى صرخت الكنيسةمن ابتعاد شبابها عنها لان الكنيسةلم تكن يوما ابا شرعيا لها ولا أما حانية تريد خير ابناءها
وهذا اسقفقرطبة (الفارو)الذي راح يجأر بشكواه بكلماتمؤثرة تصور بلواه كما عرضتها المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه في كتابهاالمسمى \"الله ليس كذلك\"، قال اسقف قرطبة :\" أن كثيرينمن أبناء ديني يقرؤون أساطير العرب(!) ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفةوعلماء الدين ، ليس ليدحضوها وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسبالتعبير القويم والذوق السليم. وأين نقع اليوم على النصراني –من غير المتخصصين- الذي يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل ، بل من ذا الذي يدرس الأناجيل الأربعة ،والأنبياء ورسائل الرسل؟.. واحسرتاه! إن الشباب النصارى جميعهم اليوم ، الذين لمعواوبذوا أقرانهم بمواهبهم لايعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي! إنهم يتعمقون دراسىالمراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ماوسعهم من طاقة ، منفقين المبالغالطائلة في اقتناء الكتب العربية(!) وإنشاء مكتبات خاصة ، ويذيعون جهرا في كل مكانأن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب! ولئن حاول أحد إقناعهم بالإحتجاج بكتبالنصارى فإنهم يردون عليه يإستخفاف، ذاكرين أن تلك الكتب لاتحظى باهتمامهم!.. وامصيبتاه! إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم ، فلاتكاداليوم واحدا في الألف يستطيع أن يدبج رسالة بسيطة باللاتينية السليمة ، بينما العكسمن ذلك لاتستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية ، حتى لقد حذفوه وبذوا في ذلكالعرب أنفسهم\"إن سحر أسلوب المعيشة العربي قد اجتذبإلى فلكه الصليبيين إبان وقت قصير، كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي \"فولشير الشارتي\" زهانحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين!، ثم راح يصور أحاسيسه وقد تملكهالإعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر وألوان ، تبعث النشوةفي الوجدان ، ثم يتساءل بعد ذلك مستنكرا:\" أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب؟!،بعد ما أفاء الله عليناوبدلالغرب إلى الشرق\".(الله ليس كذلك ص 42-43)
هذا فضلا عن تململ الشباب الأوروبي منالصليب والإله المصروع المزعوم ، والثالوث المركب بمقاطع خيالية متناقضة التركيبوالتصوير ، وتغول الكنيسة وكهنتها اللامبالون ، السارقون ، المستعبدون للفلاحينوطوائف الشعب والمشعلون لحروب صليبية داخلية راح ضحيتها الملايين منالشعوبالمستعبدة من حلف الكهنة والرهبان والملوك المسيحيين وذلك أدى مع الوقت واشتدادالصراع في الداخل الأوروبي مع الكنيسة بفضل الانفتاح الاسلامي على الغرب الى انساناوروبي جديد اقرب للاسلام منه للمسيحية ومن لم يسلم فهو إما عدل في عقيدته ورفضمسلمات كنسية مركزية وبقى خارجها ولم يدخل الإسلام أو رسم عقيدة جديدة وهي الفرقالمسيحية الصغيرة والكبيرة في الغرب ، وإما آمن بقوة عليا لاصلة لها بالكنيسةوالإنجيل وكثير من هؤلاء كانوا تعلموا من علوم المسلمين وصاروا علماء وفلاسفة أوآمن بمباديء العقل الإسلامي وتجريبية العلوم الإسلامية المادية ودراستها للكون ورضيبتوحيد بلادين.
حدث ذلك كله بفضل قوة النقد العلمي الإسلامي الذي سبب :\" صدمة ثقافية هائلةومروعة لاوروبا\" كما قال المسلم الجديد ، مدير المعلومات بحلف شمالي الأطلنطي سابقاوسفير ألمانيا في المغرب العربي منذ عقود ، وهو مراد فلفريد هوفمان(الألماني) (انظركتابه الطريق الى مكة، طبعة دار الشروق ص 147) لقد تبدلت أفكار كثيرة كانتالكاثوليكية قد رسختها قرونا طوالا. وخرجت الحركات البروتستانتية المتناسلة كنباتالفطر وغيرها مما كانت تدعى بالتوحيدية والمذاهب الربوبية ، ودخلت علوم المسلمينالعقلية والتجريبية (كالفلك والطب والكيمياء والرياضيات ومقارنة الأديان ونقدالكتاب المقدس..إلخ) الأديرة والكنائس ثم الجامعات الناشئة والأكاديميات ، وبنتاوروبا مدنها من جديد على غرار النموذج القرطبي ،ورصفت شوارعها وقامت بتنظيفها علىغرار مدن المسلمين النظيفة المضاءة شوارعها ، وترجمت كتب المسلمين وصنعت مكتباتاولا في القصور والمختبرات الجديدة ثم الأديرة والاكاديميات !!
وخرجالعلماء المسيحيين الذين تمردوا ، إما علنا أو بنوع من التستر، على العقائدالمسيحية الراسخة، وافكارها العلمية الخاطئة عن الكون ، من رحم هذا النقد العقليودراساته الشاملة لمناحي الحياة كلها ، فكان هو المحرض الأول ، والمعلم الأول ،والأب الشرعي الجديد –الذي اعترف بفضله اكابر علماء وفلاسفة اوروبا- وكان هو الدافععلى النقد والمحرض على العلم والنظر في اسباب الكون، واستخلاص النتائج العلمية منالتجربة وهي خاصية انفردت بها الحضارة الإسلامية - واعطيت مجانا للأمم!- في الأندلسوقرطبة وصقلية وغيرها من بلاد أوروبا المسلمة التي كانت تسطر رائعة الجدل العقليالبرهاني الإسلامي الذي أنطلق أصلا من معجزة القرآن الممتدة في كل آياته، معجزةاطلقت الأقلام العلمية والمنهج العملي والتجريبي للنفاذ في أقطار النفس والجسد ،والسماوات والأرض والعقل والضمير البشري. وسنن الكون والتاريخ، والإنسان. فاكتشفتعلوم فريدة عزيزة لفائدة الانسان في عالم المادة والطبيعة، الأمر الذي انعكس علىالأوضاع المادية والروحية للإنسان المسلم فطور من حياته ومدنه ونظرته الىالكون.
وبدأت الشعوب الأوروبية –وقد دخلت شعوب المسيحية الشرقية في الإسلام الاقليلا!-لأول مرة في تاريخ المسيحية في ازاحة القيد الحرفي والمعنوي عن الإنجيل الذيكان يُربط في سلاسل حقيقية في الأديرة وخزائن الكنائس منعا من أن يطلع عليه واحد منأفراد الشعب.
وبدأ تقليد مكتبات قرطبة والأندلس ، المنتشرة في كل حي من احياء قرطبةوغرناطة وصقلية مجانا ، يسري في كافة انحاء اوروبا تباعا على مضض من الكنيسة وفي ظلمعارك دامية ، بينما كان العلم الإسلامي المكتوب يضغط بقوة للتحرير الممكن –بقدرالإمكان- ويحظى بمكانة متصاعدة ، كالعربية والشعر، والطب والرياضيات، والفيزياءوالفلك، والكيمياء والتاريخ ونقد الكتاب المقدس!
نعم ، اسلمت شعوب كانت خاضعة لسلطانالكنيسة والامبراطورية البيزنطية والرومانية، ومن لم يسلم وصله من نور الإسلام ماقدأصلح الله به بعض أحواله ومنها الأحوال المادية والعلمية والأخلاقية.( وموانعالهداية الكاملة لم تكن اسلامية انما كانت مسيحية بجدارة) واوروبا اليوم تعيش علىنتائج هذا العلم الذي وصلها قديما فقلب موازينها رأسا على عقب حتى ان بعض علماءالغرب بكوا لهزيمة المسلمين في فرنسا فقد كانوا يؤدون ان يحرر الاسلام بقية اوروباولو حدث لكان للعالم شأن آخر!
هذا الوضع الذي ذكرناه وذلك القلق العظيم الذي ألمبالكنيسة الغربية قديما عاود ظهوره اليوم في الكنيسة الشرقية ، خصوصا المصرية ، (دعونا الآن نتكلم عن الشرق لا الغرب!!) مع أن الكنيسة الغربية كانت تواجه شعوباتحمل المدنية والنموذج الإسلامي الواقعي الملموس بينما كنيسة اليوم لاتواجه الاالعقل الإسلامي الذي بلغ مرحلة متقدمة من علم المقارنة والحوار الخصب. مع خلقاسلامي يعاود ظهوره ويحتاج الى زيادة تأصيل في الحياة المدنية و المدن والشوارعوالنظافة التي كنا نفتخر بها في الماضي وهي نتاج اسلامي مبين اما مايوجد اليومفنتاج اوضاع شائهة تعقدت صورها وتحتاج الى رؤية اعمق للاسلام والتفات لنموذجالمدنية الاسلامية الذي بناه اجدادنا وصار مفخرة لنا ولكن من يفتح الطريق للمدنيةالحقة من جديد؟
وقد كشف الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن 21 ، عن ولادة النقدالإسلامي للكتاب المقدس بصورة أعظم مما كان يتوقع!
لقد كانوا ينتظرون مولودا شائها ، عاجزاعن النمو فضلا عن الكلام وتفصيل الخطاب بعد ان حطموا نموذج الرقي الاسلامي وحجبوهعن المسلمين!!
بل بعضهم كان ينتظر جنازة نهاية الإسلام إلى الأبد ظنا منه أنه امكانيةبشرية يمكن ازاحتها والقضاء عليها. يقول المسلم الألماني خبير حلف الأطلنتي ومديرالمعلومات فيه سابقا، وسفير ألمانيا في المغرب سابقا:\" تنبأ الكثير من السياسيين والمستشرقين باختفاء الإسلام تماما، وفي غضون حياتهم! فدرسوا الإسلام كحضارة علىوشك الإندثار ، عليهم أن يسجلوها لأجيال المستقبل\"(الإسلام عام 2000 لمراد هوفمان،مكتبة الشروق، ترجمة عادل المعلم، ص 16)
واذا بهم يجدون أجيالا خبيرة لا بالقرآنوسيرة وسنة نبيه فقط –خصوصا في العشر سنوات الماضية!- وانما ايضا جيلا خبيرابالعقائد والفلسفات والكتب المحرفة والملفقة التي تنتسب أصولهاللأنبياء.
ساعد على ظهور هذه الأجيال الجديدة ، وسائل الإعلام الألكترونية وعصرالمعلومات. ونقص معدلات الأمية في بلاد الاسلام والتعليم المجاني واسقاط الاستعمارو بعض مارتبط به ويبقى البعض مازال موجودا!، وكان الفضل الاكبر – بعد فضل اللهوقدره ورعايته-للنشاط الدعوي على مدار القرن الماضيكله!
كانالبعض قد تصور ان الكنيسة الأرثوذكية المصرية بمنأي عن أي تأثير لهذا النقد الجديدبل كانت الكنيسة تظن انها قادرة على تنصير المسلمين ولايخفي عليكم برنامج خطةالتنصير الذي كان الشيخ محمد الغزالي قد ضمه كتابه\" قذائف الحق\" وهو يقوم بنقد علميعالى المرتبة ، ألحقه بكتاب آخر وهو \" صيحة تحذير من دعاة التنصير\" مااضج وقتهامضجع الكنيسة ، بيد أنها ظنت أنها عملية نقدية تنتهي بظرفها التاريخي وزمنهاالمحدود، لكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا آخر ، وبظهور رائعة الشيخ احمد ديدات فيمراغمة المسيحيين علنا في ربوع الأرض كلها ، كان الزمن المسيحي يتراجع امام هذاالكم الزاخر من المناظرات العلنية وجر المناظرين المسيحيين الى ساحة المناقشةالعلنية كما تم على الجبهة الآخرى نفس الشيء مع المناظرين العلمانيين! ثم ظهرت كتب قساوسة اسلموا وكتب اللواء المهندس احمد عبد الوهاب ثم اخيرا الدكتور زغلول النجاروغيره من علماء المسلمين الكبار.
وهنا تزلزلت الكنيسة وتهدمت معنوياتها لا في التقدم فيمجال التنصير ولكن، كما حدث في الغرب تماما!، تزلزلت الكنيسة ولم تستطع الحفاظ علىشعب الكنيسة من الذوبان في الاسلام الذي كان قد قبل التحدي المعرفي كما كان في عزالاسلام فقدم نماذج نقدية علمية علنية، مصورة ومسجلة، تفخر بها الأمة اليوم،وهيالتي صارت مثالا حيا ووسيلة ايضاح لهذا الجيل الحديث الذي كثرت رجالاته بصورة تغيطالكنيسة العالمية فهي زرع كريم مدحه القرآن والإنجيلوالتوراة.
وفي السنوات الأخيرة حصل مالايحمد عقباه للكنيسة ولا أقول ان ذلك الذيلايحمد عقباه كنسيا هو ، فقط ، اقبال كثير من الشباب والشابات المسيحيات علىالإسلام حبا وقناعة ولكن ، وهذا هو ماجعل الكنيسة تفقد صوابها ، كان: اسلام زوجاتالكهنة والقساوسة وشباب من عائلات يوجد فيها واحد أو أكثر من رجالات الكنيسةالكبار!
قد لايرى النظام المصري هذا التطور المتنامي \"العريق\" و\"المستأنف\" ومناخه المعلوماتي الكبير مع ظهور صور المعلومات العصرية، ولذلك قد نرى منه اضطرابافيالتعامل مع بعض الحالات الصعبة مثل اسلام زوجات القساوسة ، فيضرب كعادته، بيد منحديد على من له ارتباط باسلام هؤلاء المسلمات زوجات القساوسة، ظنا منه انه بهذهالطريقة يمكن كف الفتنة الطائفية بل وكما يظهر فانه اصابه الفزع من (الفزاعةالغربية التي ورثت الكنيسة!) التي ترفعها امريكا الحرة(!) (البروتستانتية الخلفية!،العلمانية الفكرة) لسبب اتخاذ امرأة مسيحية لها موقع خطير في العائلة المقدسةالمسيحية ، الإسلام دينا ، وبكامل حريتها ، الحرية التي يطالب الغرب نفسه بهابتوطينها في بلاد الإسلام وكأن الإسلام لايعرف حرية للإنسان عموما والمرأةخصوصا.
ان المطالبة بإكراه المسيحية على العودة إلى دينها ، من المجتمع المدعو حرا، واقامة محاكم تفتيش مسيحية وعلمانية يكشف عن فضيحة اوروبية وغربيةجديدة!
وهذا الارتباك الغربي في التعامل مع القضايا الكبرى، خصوصا فيما يخص الإسلاموالمسلمين، يدل دلالة واضحة على أن طريقة ازدواج المعايير والتعامل بها في الغرب هيثابتة من ثوابت الفكر الغربي السياسي والفلسفي الحديث!
وهومثال سيء يجعل الشعوب تنفر منه وتقاومه وتعرف مرتكزاته ومركزيته العنصرية التيلاتسعى لتحرير الشعوب كما تتشدق فلسفاتها وقياداتها.
والشيء المثير للتأمل أن الإندهاش التاريخي المتواتر لأهل الفكر والعلم الغربي من سرعة انتشار الإٍسلام واقبال الشعوبعليه بعد الفتح الاسلامي ، لايفتح التحليل التاريخي لأولئك الغربيون على مفاتيحالهداية في النموذج الإسلامي ، وسر مفاتيح المقاومة للشعوب المقهورة في النموذجالغربي!
ان نموذج كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وغيرهن سيتكرر بصورة اكثر تراجيديةللكنيسة المسيحية كما حدث في الغرب تماما ، ولابد من اتخاذ اجراءات اكثر حذاقة منالنظام المصري لحماية هؤلاء المسلمات ، اما الأخذ بيد من حديد على يد المسلماتالجدد فهو مقاومة فاشلة لحركة التاريخ واصحابه يضعون انفسهم أمام الحتمية التاريخيةالتي وعد بها القرآن ونشاهد آثارها القوية في هذه السنوات الأولى من القرن ال21ميلادية!
وحل هذه المعضلة في ظل الاوضاع العالمية الشائكة وموقع المسلمين الضعيف فإن العالم يجب ان يأخذ منحى اكثر ذكاء ويحافظ على ماء الوجه ويحافظ على المسلمات ويثبت للعالم اننا لانكره احدا على الاسلام.
فما لم تقف الحكومات المصرية المتعاقبةمع العدل والمصارحة وحرية الإختيار ورفض الإكراه ، والخروج من حالة الاضطرابالبادية على المؤسسة الامنية في التعامل مع هذه الحالات الايمانية المتتابعة بصورةمدهشة وراقية ومالم تقوم هذه المؤسسة الامنية-التي قد يكون فيها اناس خيرون - مالمتقم هذه المؤسسة بوضع الصورة الصحيحة لإسلام الشباب المسيحي في مصر أمام العالمبالصوت والصورة والمباشرة والمصارحة وفي تواجد قس وشيخ –مثلا ويمكن التفكير في طرقاخرى- ووسطهم المسلم الجديد (اثناء اعلان اختياره الجديد) أو (العودة الى القديم!) فستظل الرؤية شائهة –وسيتحمل الأمن نفسه نتائجها-وسيظل الحنق وتصاعد الفتنةالطائفية في اشتعال متزايد وستكون الشائعات في هذا الجو الغائم هي المسيطرة ،يغذيها الحقد من كل ناحية في الداخل والخارج وسوف لن يفهم الغرب طبيعة القضية اوسيبدو (ظاهريا!) وكأنه لايفهم \"المسألة المصرية\" في عصر الحوار والمعلومات! -وهوالعارف ببواطن الأمور !- وسيقف بجانب الأعلى صوتا اعلاميا حتى ولو كان ظالماومتعديا ومانعا للحريات التي يطالب بها الغرب نفسه!
اما نصائحي للجانب المسلم الذي يعلمالجميع انه غير معصوم وهي نصائح من خبرة سنوات في الإطلاع والاستماع المباشر لكافةغرف الحوار ويوميا على برنامج الحوار المسمى البالتوك-فليس عندنا سلطة مقدسة فضلاعن سلطة شباب في بعضه عدم خبرة. لكن اغلبه عنده رحمة وعدل وعلم ويتسم بالصبروالأخلاق الحميدة والجودة في الطرح فاني اقدمها كالتالي:
- تنحيةكل –او عدم التعامل مع-من يشتم النصارى ببذاءة او يهين المسيح او يسوع المسيح ،فمثل هؤلاء-خصوصا في غرف الحوار- أذية للإسلام والمسلمين بل والنصارى بغير داع! ويجب الإقتصار على الرد على صورة مايدعونه بالرب يسوع او المصلوب المؤله او عقائدالمسيحية المنحرفة ففي هذا كفاية وزيادة بدون تعدي تكون مفاسده اكبر من مصالحه،والا وقعنا لافي مخالفة صريحة لروح الإسلام فقط وإنما في مخالفة قواعد الحوار معالنصارى، مع العلم أن اغلب صوره مع النصارى ، خصوصا في كثير من غرف برنامج البالتوكالمشهور معتدلة وملتزمة بالحوار المثمر الجيد وكثير من الضيوف النصارى يمدحون تعاملهذه الغرف معهم ، ولاأكون عادلا ان قلت انه ليس عند النصارى غرف معتدلة في الحوارولكنها قلة واغلبيتها هي كما يسميها الشباب الذين يدخلون برنامج البالتوك \"غرفالمراحيض\" نظرا لمافيها من شتائم وهجاء بذيء وتعدي يفوقالوصف.
-هناك نماذح محترمة يجب اتخاذها نموذج لنا في الحوار المؤدب الناجح المحترمللمحاور الآخر من النصارى أو غيرهم ويتقدم هذا الصف الرائع : الدكتور منقذالسقار،الشيخ الذغبي، الشيخ أبو عبد الرحمن، الدكتور حسام ابو الخير، معاذ ، ميمو ،التاعب..الخ
-اقامة حوار بين الفريقين اهل الاسلام واهل المسيحية للإتفاق على نقاطمشتركة في مسألى اسلام مسيحي او ردة مسلم مع ان اغلب المشاكل تأتي من الجانبالمسيحي بل لم تظهر مشكلة واحدة من ردة مسلم.
-وقف الإتصال بالقساوسة كما يفعل البعضأو تصحيح الأخطاء في طريقة او توقيت وكيفية الاتصال من استخدام لغة أشد تهذيبا وعدمالإتصال بهم في بيوتهم وعدم التهكم المعيق للتقدم ، وترك فرصة كبيرة للقساوسةللتعبير عن عقيدتهم فبيان عقيدة القسيس هو من الأهمية كبيان عقيدتنا سواء (هذا كلهيحتاج لنفوس كبيرة وارجو ان يكون اصحاب هذا النوع من الحوار على مستوى المسؤولية –وهم على مستوى عال جدا من الخبرة النقدية- فللبيوت حرمة وهناك مساحة مباحة منالإتصال بهم في مكان خدمتهم أو عملهم فهذا لاأظن ان عليه غبار.فان لم يوجد فالكف عنهذا النشاط اولي واتخاذ صور اكثر نفعا واقل ضررا هوالاولى.
-على المسلمين ان ينفضوا عن أنفسهم سذاجة التعامل مع الأمن. ومثال الأخ أبويحيى يدل على أن الثقة المفرطة في التعامل مع الأمن يعتبر خلل قد يضيع حقوقالمسلمات الجدد، وأسأل الله أن يتقبل عمل اخي ابو يحيي فقد تحمل مالايتحمله انسانوفي ظروف صعبة وقاهرة وكان الرجل وحده والملايين نيام!، فالمسلم ليس خبئ ولايخدعهالخبئ. ويمكن لتفادي الإمساك بالأخت الحرة التي جاءت للإسلام بكامل حريتها ، انتبدل السيارة التي تستقلها بسيارة ثم بأخرى اثناء الطريق بل ويُسلك طريق آخر غيرمتوقع لتفادي اخذها وتسليمها للكنيسة فتسليمها للكنيسة مخالف للقانون المصري فليسفي قولنا هذا تلاعب بالقانون اذن!
أرض القبط هى أرض السواد لون التربة التى تتميز بها أرض مصر فهو مسمى قديم لازم مصر منذ عهد الفراعنة ونقل إلى لغات الحضارات التى توالت على أرض مصر وتحور الى ايجيبتو او ايجيبتوس او ايجيبت .. عموما فإن مصر هى أرض المصريين الذين كانوا فراعنة فأسلم منهم لموسى من أسلم .. ولما جاءت دعوة المسيحية أسلم منهم لعيسى من أسلم .. وعندما جاءت دعوة الإسلام أسلم منهم لمحمد صلى الله عليه وسلم من أسلم ... فمسملوها ومسيحيوها واليهود من أ بناءها مصريون عليهم واجب مقدس تجاه الوطن واحترام الأخ ..
المقال القادم بعنوان اسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا وابنة قسطنطن فعندها الخبر اليقين
المصدر منقول من ملتقى اهل التفسير - مقال للكاتب طارق منينه-
أتترككم مع المقال
هل لقصة كاميليا ووفاء قسطنطينوعشرات المسيحيين الذين يعلنون يوميا اسلامهم صلة بقصة الحضارة الاسلامية وهي تقومبعملها الرئيسي في تحرير الإنسان ، روحه وعقله وواقعه؟!
لاشكان للمفاهيم الصحيحة والأخلاق القرآنية عند المسلمين تأثير كبير على كثير منالمواطنين المسيحيين في اماكن العمل والجامعات والمُجَاوَرة او مانطلق عليه في مصر \" الجيرة\" ويزداد حجم هذا التأثير بزيادة فهم الشباب المسلم لمساحة التسامحالإسلامي الذي قرره الإسلام وعايشه النصارى في تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة.
كانتالخلافة الاسلامية قد سقطت في بداية القرن الماضي ، وكان الاستعمار الغربي يسيطرعلى كافة بلاد الاسلام ، وكان علماء الإسلام يحاولون مواجهة هذه الأوضاع المزريةالتي مازالت تؤثر على تقدم الإسلام والمسلمين. وقد كانت أمة الإسلام منذ البعثة علىقمة العالم في القرون الماضية قاطبة ، بعلمها واخلاقها وسلطانها ورحمتها ، ولم يمضالقرن الفائت2009م الا وقد كشف عن ظهور اجيالا اسلامية غالبت الاستعمار وتسلحتبالعلم لكنها مازالت تقاوم الاوضاع التي خلفها الاستعمار وتغالب صنائعها العلمانيةوالشرقية ، ولايكاد العقد الأول من القرن 21 م يمضي الا وقد ظهر مالم يتوقعه العالمكله فقد تفتق القرن عن ظهور فئة كبيرة جدا من الشباب المسلم الذي له باع طويل فيالإطلاع على الكتاب المقدس ونقده.ساعده على ذلك رغم فقره وحاجته توفر مادة العلمالإسلامي على شبكة الأنترنت والوسائل المعلوماتية الالكترونية الجديدة وهذا ماأقلقالكنيسة وازعجها بصورة كبيرة جدا، وماذا فعلت امبراطورية بولس المسيحية لمواجهة هذاالتحدي الكبير ؟ قامت وهي في حالة تململ واضطراب عظيم بترويج اشاعات كاذبة مثلالزعم بأن المسيحيات يخططفن في الطرقات، اكراه الشباب المسيحي على الإسلام، نتعرضلاكراه الأسلمة إلخ
بينما الحقيقة التي تخفيها الكنيسة عن شعبها ويعلمها امراءالكنيسة في الخارج هو أن العقيدة المسيحية تتعرض لنقد علمي ضخم- وعلى درجة عالية منالثقة بالنفس والعدل في الطرح والروح العالية الوثابة المشتعلة بالعلم ، والأخلاقالجميلة الظريفة، ويمثل تلك الصفات جميعا طائفة متنامية من الشباب المسلم صغير السن ..معتدل ومثقف، من كافة بلدان العالم الإسلامي ، خصوصا: الاردن ومصر والسعوديةوالمغرب ودول الخليج ومن دول افريقية ، فالكنيسة تعاني اليوم أشد المعاناة من نقدهذا الجيل الصاعد، من قدرته على الحوار وجاذبية العرض وهو ماعمل على زلزلة الكنيسةويقارب من عدة نواح ماحدث للكنيسة الغربية في العصور الوسطى المسلمة والذي أدى إلىاعلان شعوب تابعة لامبراطوريتها، الإنتماء الكلي للإسلام والردة عن كنيسة الاستعبادوالبهتان.
يمكن القول ان الحوار والانفتاح على الآخر والثقة بالنفس وروح التسامح هياهم مفاتيح الشخصية الاسلامية الجديدة وهي غير الشخصية التي ظن الإعلام الغربي انهاستتمكن من الروح الإسلامية واقصد: روح التعصب والتفجير والمغالبة باليد والتنفيس عنالاحتقان بالقتال غير المسؤول كما نشاهده ونسمع خبره في وسائل الإعلام المنتشرة،على العكس من ذلك انشغل شباب أمة الإسلام ، الذين يعيشون في بلاد \"المركز\" الإسلامي، بالحوار والفكر ومحاولة اصلاح المجتمع بالاصلاح الداخلي الذي يحتاج الى مزيد فعلوزيادة نشاط في المجتمع وتغيير في ملامح وجوهر الصورة الكريهة التي صنعتها عقودالاستبداد والعشوائية في اقامة المدن والشوارع القذرة التي لم يشهدها عالم الاسلامفي قرون عظمته وهي المساحة الزمانية المتطاولة التي تثبت جدارة الاسلام في اقامةمجتمعات نظيفة وجديرة بالحياة والثناء.
ولذلك نقول انه كلما انفتح النقدالإسلامي بصورة علمية عادلة واخلاقية ومتسامحة على الجهل والأفكار الخرافيةوالدينية المغيبة للوعي الانساني كما حدث أيام الأندلس ، كلما التفت له الشبابالحائر الباحث عن الحق في انسانية لاالتواء فيها ولا استغلال ، ولذلك يحاول ذلكالشباب تقديم نموذج مغاير للنموذج النمطي والسائد ... ذلك ان النقد العلمي العادلالمعروض بثقة مع تقديم المثال والنموذج للأخلاق الاسلامية سيؤدي بلا شك الى ازاحةغشاوة الجهل عن كثير من أخيار النصارى وفضلاؤهم، ومن يتحلى منهم بإرادة صلبة وشعورفائض بالحب والتحدي ، والمجازفة الإيجابية في بحر متلاطم من امواج المجتمع الدينيالسابق ، الذي تهيجه قوى علمانية ورأسمالية داخلية - مع ان الرأسمالية عادة تبحث عنهدوء داخلي!- وقوي خارجية ، زائد الإشاعات المصطنعة والافتراءات المخترعة التيتروجها صحف الاثارة الرخيصة .
ان لنا في نموذج وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته دليل على قوةالإرادة وكمال الشخصية وصلابة الموقف الذي بُني على اختيار شخصي قائم على فعل العقلالشريف واشتغال الروح الوثابة وفاعلية الارادة الواثقة ، وارادة الله من دون الناسوالانتفاضة الصريحة على الخرافة والضلال المبين. وكما قال الرسول صلى الله عليهوسلم فان الامر هو \" خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا\"
انكلتستطيع ان تتعرف على ذكاء هؤلاء مما فعلته كاميليا شحاته فقد ردت المال-الذي وضعهزوجها في البنك بإسمها- ردته الى زوجها وهي تعلم انه قام بسرقتها من الكنيسة كماقالت لشهود واقعة اسلامها ، كما انها كانت تقاوم طبيعتها كأم حتى تستطيع الخروج منبيت زوجها بدون ان يؤثر عليها مؤثر قد تستخدمه الكنيسة كوسيلة عاطفية من وسائلالتأثير عليها ، فكانت طول فترة اسلامها قبل خروجها من بيت زوجها تبتعد رويدا رويداعن طفلها حتى لاتسبب لها العاطفة المفعمة بالحب تجاه طفلها ، عائقا على اختيارهاالصلب مع وضع ثقتها في الله برجوع ابنها اليها والدليل انها لما علمت ان لها الحقفي الاحتفاظ بإبنها ارتجف فؤادها واشتعل حبها لطفلها لانها لاتريد فراقه ابدا ولولاانها تعلم ان وسائل التعذيب المعنوي الذي تقوم به الكنيسة ضد المسلمات الجدد تستخدموسائل غير انسانية للتأثير على قرار واختيار مصيري لما تركت ابنها طرفة عين ، فهذايدل على مدى حبها لابنها وفي نفس الوقت على بعد خطتها –وصلابة ارادتها- في مقاومةمؤثرات الكنيسة غير العقلية فهي تعلم ان الكنيسة فقدت براهينها ولم يتبق امامها الاوسائل التعذيب النفسي وربما الجسدي ولذلك قالت اذا لم أرجع صلوا علي صلاة الغائبوهذا ايضا يدل على معرفتها بالاسلام بنفس الدرجة التي تعرف بها المسيحيةوالكنيسة.
وهذا الذي حدث مع وفاء وكاميليا وغيرهما من شباب وشابات هو ماحدث بالضبطمع كثير من المسيحيين الأطهار الأقوياء الارادة والشخصية في الاندلس وبلاد اوروباوالشرق العربي والاسلامي. وقد خلق هذا كله اوضاعا جديدة وشكل جغرافية جديدة وتغيرتخريطة العالم ، كل ذلك بتقديم النموذج الاسلامي في العلم والعمل معا. وقد اعترفكثير من علماء الغرب في التاريخ ان الفتح الاسلامي قدم نماذج باهرة من التسامحلكنهم وان اندهشوا من سرعة هذا الفتح الممتد في الارض كلها ، اندهشوا بصورة اعظم مناسلام الشعوب المسيحية بصورة لم تُسبق في التاريخ البشري كله. بل رأت أوروبا علىابوابها وشواطئها بل داخلها ايضا ،انها محاصرة بنظام اسلامي عنده النظافة والشوارعالمضاءة والرحمة والعلم والعقل والتسامح والجمال في البناء والشخصية والأمانةوالرحمة بالخصم والفروسية الراقية حتى في الحرب كما ذكرت زيغريد هونكه في أكثر منكتاب لها وذكر ذلك ايضا غيرها من المؤرخين الأوروبيين. تذكر المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه أن:\" أتباعالملل الأخرى –وبطبيعة الحال من النصارى واليهود –هم الذين سعوا سعيا لاعتناقالإسلام والأخذ بحضارة الفاتحين ، ولقد ألحوا في ذلك شغفا وافتتانا ، أكثر مما يحبالعرب أنفسهم ...لقد كانت الروعة الكامنة في أسلوب الحياة العربية ، والتمدن العربي، والسمو والمروءة والجمال،وباحتصار : السحر الأصيل الذي تتميز به الحضارة العربية،بغض النظر عن الكرم العربي والتسامح وسماحة النفس- كانت هذه كلها قوة جذبلاتقاوم\"(الله ليس كذلك\" لزيغريد هونكه ص 42) وقال مدير استعلامات حلفالناتو سابقا وسفير المانيا في المغرب العربي سابقا ومدير قسم المعلومات بحلف شمالالاطلنطي وهو مراد هوفمان الألماني في كتابه (الإسلام عام 2000):\"لايستطيع العالم المسيحي أن يعترف ببساطة أن الإسلام انتشر لأنه حررالشعوب التي كابدت الحكم القيصري والبابوي والكسروي، وأن كثيرا من المسيحيين الذينزندقهم مجمع نيقية رحبوا بالإسلام الذي قال عن عيسى ماكانوا يعتقدون، فهو رسول اللهوليس ابن الله ، هجر الناس الكنائس أفواجا ودخلوا في الإسلام\"(الإسلام عام 2000 لهوفمان ترجمة عادل المعلم، مكتبة الشروق نوفمبر 1995، ص 34)
ايضا يمكن القول ان محاكمالتفتيش المسيحية في الغرب لم تجد امامها الا وسائل التعذيب بكل صورها فلو كانعندها حجة واحدة ترجع المسلم عن دينه لاتخذتها سبيلا ولكن..! كان التعذيب والقتلبأبشع الصور هو الوسيلة!
فالكنيسةكانت ترى طوال عهود ازدهار الاسلام في الغرب علما وبرهانا شائعا ومدنا نظيفة ممتدةفي بلاد الاسلام مضاءة ومزروعة في كل مكان بالاشجار والازهار وبالمكتبات والعفة،فأي حجة يمكن أن تواجه هذا كله مع انه لاحجة اصلا!؟
ومن المعلوم أن أوروبا عانت أعظم عمليةولادة متعسرة في تاريخها كله ، ولادة كانت تراقبها الكنيسة على مضض حتى انهالمواجهتها كانت تقوم بقتل وحرق وسجن ووأد المواليد الجديدة (علماء او رهبان أو أوفلاسفة ، ممن اعلن او كاد عن معارضته للكنيسة وعليه ملامح الأب الجديد الذي رباهموعلمهم وهو الأب الأندلسي المتسامح مع أولاده واولاد الأخرين على السواء!
وكانتراية الحرية الإسلامية تُري من بعيد والعلم –التي حُرمت منه اوروبا قرونا- ينادي منقريب وبعيد : هل من طالب يبحث عن سعادة عقلية وروح انسانية.... فلبى ندائهاالشباب الأوروبي حتى صرخت الكنيسةمن ابتعاد شبابها عنها لان الكنيسةلم تكن يوما ابا شرعيا لها ولا أما حانية تريد خير ابناءها
وهذا اسقفقرطبة (الفارو)الذي راح يجأر بشكواه بكلماتمؤثرة تصور بلواه كما عرضتها المستشرقة الألمانية زيغرد هونكه في كتابهاالمسمى \"الله ليس كذلك\"، قال اسقف قرطبة :\" أن كثيرينمن أبناء ديني يقرؤون أساطير العرب(!) ويتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفةوعلماء الدين ، ليس ليدحضوها وإنما ليتقنوا اللغة العربية ويحسنوا التوسل بها حسبالتعبير القويم والذوق السليم. وأين نقع اليوم على النصراني –من غير المتخصصين- الذي يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل ، بل من ذا الذي يدرس الأناجيل الأربعة ،والأنبياء ورسائل الرسل؟.. واحسرتاه! إن الشباب النصارى جميعهم اليوم ، الذين لمعواوبذوا أقرانهم بمواهبهم لايعرفون سوى لغة العرب والأدب العربي! إنهم يتعمقون دراسىالمراجع العربية باذلين في قراءتها ودراستها كل ماوسعهم من طاقة ، منفقين المبالغالطائلة في اقتناء الكتب العربية(!) وإنشاء مكتبات خاصة ، ويذيعون جهرا في كل مكانأن ذلك الأدب العربي جدير بالإكبار والإعجاب! ولئن حاول أحد إقناعهم بالإحتجاج بكتبالنصارى فإنهم يردون عليه يإستخفاف، ذاكرين أن تلك الكتب لاتحظى باهتمامهم!.. وامصيبتاه! إن النصارى قد نسوا حتى لغتهم الأم ، فلاتكاداليوم واحدا في الألف يستطيع أن يدبج رسالة بسيطة باللاتينية السليمة ، بينما العكسمن ذلك لاتستطيع إحصاء عدد من يحسن منهم العربية ، حتى لقد حذفوه وبذوا في ذلكالعرب أنفسهم\"إن سحر أسلوب المعيشة العربي قد اجتذبإلى فلكه الصليبيين إبان وقت قصير، كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي \"فولشير الشارتي\" زهانحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين!، ثم راح يصور أحاسيسه وقد تملكهالإعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر وألوان ، تبعث النشوةفي الوجدان ، ثم يتساءل بعد ذلك مستنكرا:\" أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب؟!،بعد ما أفاء الله عليناوبدلالغرب إلى الشرق\".(الله ليس كذلك ص 42-43)
هذا فضلا عن تململ الشباب الأوروبي منالصليب والإله المصروع المزعوم ، والثالوث المركب بمقاطع خيالية متناقضة التركيبوالتصوير ، وتغول الكنيسة وكهنتها اللامبالون ، السارقون ، المستعبدون للفلاحينوطوائف الشعب والمشعلون لحروب صليبية داخلية راح ضحيتها الملايين منالشعوبالمستعبدة من حلف الكهنة والرهبان والملوك المسيحيين وذلك أدى مع الوقت واشتدادالصراع في الداخل الأوروبي مع الكنيسة بفضل الانفتاح الاسلامي على الغرب الى انساناوروبي جديد اقرب للاسلام منه للمسيحية ومن لم يسلم فهو إما عدل في عقيدته ورفضمسلمات كنسية مركزية وبقى خارجها ولم يدخل الإسلام أو رسم عقيدة جديدة وهي الفرقالمسيحية الصغيرة والكبيرة في الغرب ، وإما آمن بقوة عليا لاصلة لها بالكنيسةوالإنجيل وكثير من هؤلاء كانوا تعلموا من علوم المسلمين وصاروا علماء وفلاسفة أوآمن بمباديء العقل الإسلامي وتجريبية العلوم الإسلامية المادية ودراستها للكون ورضيبتوحيد بلادين.
حدث ذلك كله بفضل قوة النقد العلمي الإسلامي الذي سبب :\" صدمة ثقافية هائلةومروعة لاوروبا\" كما قال المسلم الجديد ، مدير المعلومات بحلف شمالي الأطلنطي سابقاوسفير ألمانيا في المغرب العربي منذ عقود ، وهو مراد فلفريد هوفمان(الألماني) (انظركتابه الطريق الى مكة، طبعة دار الشروق ص 147) لقد تبدلت أفكار كثيرة كانتالكاثوليكية قد رسختها قرونا طوالا. وخرجت الحركات البروتستانتية المتناسلة كنباتالفطر وغيرها مما كانت تدعى بالتوحيدية والمذاهب الربوبية ، ودخلت علوم المسلمينالعقلية والتجريبية (كالفلك والطب والكيمياء والرياضيات ومقارنة الأديان ونقدالكتاب المقدس..إلخ) الأديرة والكنائس ثم الجامعات الناشئة والأكاديميات ، وبنتاوروبا مدنها من جديد على غرار النموذج القرطبي ،ورصفت شوارعها وقامت بتنظيفها علىغرار مدن المسلمين النظيفة المضاءة شوارعها ، وترجمت كتب المسلمين وصنعت مكتباتاولا في القصور والمختبرات الجديدة ثم الأديرة والاكاديميات !!
وخرجالعلماء المسيحيين الذين تمردوا ، إما علنا أو بنوع من التستر، على العقائدالمسيحية الراسخة، وافكارها العلمية الخاطئة عن الكون ، من رحم هذا النقد العقليودراساته الشاملة لمناحي الحياة كلها ، فكان هو المحرض الأول ، والمعلم الأول ،والأب الشرعي الجديد –الذي اعترف بفضله اكابر علماء وفلاسفة اوروبا- وكان هو الدافععلى النقد والمحرض على العلم والنظر في اسباب الكون، واستخلاص النتائج العلمية منالتجربة وهي خاصية انفردت بها الحضارة الإسلامية - واعطيت مجانا للأمم!- في الأندلسوقرطبة وصقلية وغيرها من بلاد أوروبا المسلمة التي كانت تسطر رائعة الجدل العقليالبرهاني الإسلامي الذي أنطلق أصلا من معجزة القرآن الممتدة في كل آياته، معجزةاطلقت الأقلام العلمية والمنهج العملي والتجريبي للنفاذ في أقطار النفس والجسد ،والسماوات والأرض والعقل والضمير البشري. وسنن الكون والتاريخ، والإنسان. فاكتشفتعلوم فريدة عزيزة لفائدة الانسان في عالم المادة والطبيعة، الأمر الذي انعكس علىالأوضاع المادية والروحية للإنسان المسلم فطور من حياته ومدنه ونظرته الىالكون.
وبدأت الشعوب الأوروبية –وقد دخلت شعوب المسيحية الشرقية في الإسلام الاقليلا!-لأول مرة في تاريخ المسيحية في ازاحة القيد الحرفي والمعنوي عن الإنجيل الذيكان يُربط في سلاسل حقيقية في الأديرة وخزائن الكنائس منعا من أن يطلع عليه واحد منأفراد الشعب.
وبدأ تقليد مكتبات قرطبة والأندلس ، المنتشرة في كل حي من احياء قرطبةوغرناطة وصقلية مجانا ، يسري في كافة انحاء اوروبا تباعا على مضض من الكنيسة وفي ظلمعارك دامية ، بينما كان العلم الإسلامي المكتوب يضغط بقوة للتحرير الممكن –بقدرالإمكان- ويحظى بمكانة متصاعدة ، كالعربية والشعر، والطب والرياضيات، والفيزياءوالفلك، والكيمياء والتاريخ ونقد الكتاب المقدس!
نعم ، اسلمت شعوب كانت خاضعة لسلطانالكنيسة والامبراطورية البيزنطية والرومانية، ومن لم يسلم وصله من نور الإسلام ماقدأصلح الله به بعض أحواله ومنها الأحوال المادية والعلمية والأخلاقية.( وموانعالهداية الكاملة لم تكن اسلامية انما كانت مسيحية بجدارة) واوروبا اليوم تعيش علىنتائج هذا العلم الذي وصلها قديما فقلب موازينها رأسا على عقب حتى ان بعض علماءالغرب بكوا لهزيمة المسلمين في فرنسا فقد كانوا يؤدون ان يحرر الاسلام بقية اوروباولو حدث لكان للعالم شأن آخر!
هذا الوضع الذي ذكرناه وذلك القلق العظيم الذي ألمبالكنيسة الغربية قديما عاود ظهوره اليوم في الكنيسة الشرقية ، خصوصا المصرية ، (دعونا الآن نتكلم عن الشرق لا الغرب!!) مع أن الكنيسة الغربية كانت تواجه شعوباتحمل المدنية والنموذج الإسلامي الواقعي الملموس بينما كنيسة اليوم لاتواجه الاالعقل الإسلامي الذي بلغ مرحلة متقدمة من علم المقارنة والحوار الخصب. مع خلقاسلامي يعاود ظهوره ويحتاج الى زيادة تأصيل في الحياة المدنية و المدن والشوارعوالنظافة التي كنا نفتخر بها في الماضي وهي نتاج اسلامي مبين اما مايوجد اليومفنتاج اوضاع شائهة تعقدت صورها وتحتاج الى رؤية اعمق للاسلام والتفات لنموذجالمدنية الاسلامية الذي بناه اجدادنا وصار مفخرة لنا ولكن من يفتح الطريق للمدنيةالحقة من جديد؟
وقد كشف الربع الأخير من القرن العشرين وبداية القرن 21 ، عن ولادة النقدالإسلامي للكتاب المقدس بصورة أعظم مما كان يتوقع!
لقد كانوا ينتظرون مولودا شائها ، عاجزاعن النمو فضلا عن الكلام وتفصيل الخطاب بعد ان حطموا نموذج الرقي الاسلامي وحجبوهعن المسلمين!!
بل بعضهم كان ينتظر جنازة نهاية الإسلام إلى الأبد ظنا منه أنه امكانيةبشرية يمكن ازاحتها والقضاء عليها. يقول المسلم الألماني خبير حلف الأطلنتي ومديرالمعلومات فيه سابقا، وسفير ألمانيا في المغرب سابقا:\" تنبأ الكثير من السياسيين والمستشرقين باختفاء الإسلام تماما، وفي غضون حياتهم! فدرسوا الإسلام كحضارة علىوشك الإندثار ، عليهم أن يسجلوها لأجيال المستقبل\"(الإسلام عام 2000 لمراد هوفمان،مكتبة الشروق، ترجمة عادل المعلم، ص 16)
واذا بهم يجدون أجيالا خبيرة لا بالقرآنوسيرة وسنة نبيه فقط –خصوصا في العشر سنوات الماضية!- وانما ايضا جيلا خبيرابالعقائد والفلسفات والكتب المحرفة والملفقة التي تنتسب أصولهاللأنبياء.
ساعد على ظهور هذه الأجيال الجديدة ، وسائل الإعلام الألكترونية وعصرالمعلومات. ونقص معدلات الأمية في بلاد الاسلام والتعليم المجاني واسقاط الاستعمارو بعض مارتبط به ويبقى البعض مازال موجودا!، وكان الفضل الاكبر – بعد فضل اللهوقدره ورعايته-للنشاط الدعوي على مدار القرن الماضيكله!
كانالبعض قد تصور ان الكنيسة الأرثوذكية المصرية بمنأي عن أي تأثير لهذا النقد الجديدبل كانت الكنيسة تظن انها قادرة على تنصير المسلمين ولايخفي عليكم برنامج خطةالتنصير الذي كان الشيخ محمد الغزالي قد ضمه كتابه\" قذائف الحق\" وهو يقوم بنقد علميعالى المرتبة ، ألحقه بكتاب آخر وهو \" صيحة تحذير من دعاة التنصير\" مااضج وقتهامضجع الكنيسة ، بيد أنها ظنت أنها عملية نقدية تنتهي بظرفها التاريخي وزمنهاالمحدود، لكن الذي حدث بعد ذلك كان شيئا آخر ، وبظهور رائعة الشيخ احمد ديدات فيمراغمة المسيحيين علنا في ربوع الأرض كلها ، كان الزمن المسيحي يتراجع امام هذاالكم الزاخر من المناظرات العلنية وجر المناظرين المسيحيين الى ساحة المناقشةالعلنية كما تم على الجبهة الآخرى نفس الشيء مع المناظرين العلمانيين! ثم ظهرت كتب قساوسة اسلموا وكتب اللواء المهندس احمد عبد الوهاب ثم اخيرا الدكتور زغلول النجاروغيره من علماء المسلمين الكبار.
وهنا تزلزلت الكنيسة وتهدمت معنوياتها لا في التقدم فيمجال التنصير ولكن، كما حدث في الغرب تماما!، تزلزلت الكنيسة ولم تستطع الحفاظ علىشعب الكنيسة من الذوبان في الاسلام الذي كان قد قبل التحدي المعرفي كما كان في عزالاسلام فقدم نماذج نقدية علمية علنية، مصورة ومسجلة، تفخر بها الأمة اليوم،وهيالتي صارت مثالا حيا ووسيلة ايضاح لهذا الجيل الحديث الذي كثرت رجالاته بصورة تغيطالكنيسة العالمية فهي زرع كريم مدحه القرآن والإنجيلوالتوراة.
وفي السنوات الأخيرة حصل مالايحمد عقباه للكنيسة ولا أقول ان ذلك الذيلايحمد عقباه كنسيا هو ، فقط ، اقبال كثير من الشباب والشابات المسيحيات علىالإسلام حبا وقناعة ولكن ، وهذا هو ماجعل الكنيسة تفقد صوابها ، كان: اسلام زوجاتالكهنة والقساوسة وشباب من عائلات يوجد فيها واحد أو أكثر من رجالات الكنيسةالكبار!
قد لايرى النظام المصري هذا التطور المتنامي \"العريق\" و\"المستأنف\" ومناخه المعلوماتي الكبير مع ظهور صور المعلومات العصرية، ولذلك قد نرى منه اضطرابافيالتعامل مع بعض الحالات الصعبة مثل اسلام زوجات القساوسة ، فيضرب كعادته، بيد منحديد على من له ارتباط باسلام هؤلاء المسلمات زوجات القساوسة، ظنا منه انه بهذهالطريقة يمكن كف الفتنة الطائفية بل وكما يظهر فانه اصابه الفزع من (الفزاعةالغربية التي ورثت الكنيسة!) التي ترفعها امريكا الحرة(!) (البروتستانتية الخلفية!،العلمانية الفكرة) لسبب اتخاذ امرأة مسيحية لها موقع خطير في العائلة المقدسةالمسيحية ، الإسلام دينا ، وبكامل حريتها ، الحرية التي يطالب الغرب نفسه بهابتوطينها في بلاد الإسلام وكأن الإسلام لايعرف حرية للإنسان عموما والمرأةخصوصا.
ان المطالبة بإكراه المسيحية على العودة إلى دينها ، من المجتمع المدعو حرا، واقامة محاكم تفتيش مسيحية وعلمانية يكشف عن فضيحة اوروبية وغربيةجديدة!
وهذا الارتباك الغربي في التعامل مع القضايا الكبرى، خصوصا فيما يخص الإسلاموالمسلمين، يدل دلالة واضحة على أن طريقة ازدواج المعايير والتعامل بها في الغرب هيثابتة من ثوابت الفكر الغربي السياسي والفلسفي الحديث!
وهومثال سيء يجعل الشعوب تنفر منه وتقاومه وتعرف مرتكزاته ومركزيته العنصرية التيلاتسعى لتحرير الشعوب كما تتشدق فلسفاتها وقياداتها.
والشيء المثير للتأمل أن الإندهاش التاريخي المتواتر لأهل الفكر والعلم الغربي من سرعة انتشار الإٍسلام واقبال الشعوبعليه بعد الفتح الاسلامي ، لايفتح التحليل التاريخي لأولئك الغربيون على مفاتيحالهداية في النموذج الإسلامي ، وسر مفاتيح المقاومة للشعوب المقهورة في النموذجالغربي!
ان نموذج كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وغيرهن سيتكرر بصورة اكثر تراجيديةللكنيسة المسيحية كما حدث في الغرب تماما ، ولابد من اتخاذ اجراءات اكثر حذاقة منالنظام المصري لحماية هؤلاء المسلمات ، اما الأخذ بيد من حديد على يد المسلماتالجدد فهو مقاومة فاشلة لحركة التاريخ واصحابه يضعون انفسهم أمام الحتمية التاريخيةالتي وعد بها القرآن ونشاهد آثارها القوية في هذه السنوات الأولى من القرن ال21ميلادية!
وحل هذه المعضلة في ظل الاوضاع العالمية الشائكة وموقع المسلمين الضعيف فإن العالم يجب ان يأخذ منحى اكثر ذكاء ويحافظ على ماء الوجه ويحافظ على المسلمات ويثبت للعالم اننا لانكره احدا على الاسلام.
فما لم تقف الحكومات المصرية المتعاقبةمع العدل والمصارحة وحرية الإختيار ورفض الإكراه ، والخروج من حالة الاضطرابالبادية على المؤسسة الامنية في التعامل مع هذه الحالات الايمانية المتتابعة بصورةمدهشة وراقية ومالم تقوم هذه المؤسسة الامنية-التي قد يكون فيها اناس خيرون - مالمتقم هذه المؤسسة بوضع الصورة الصحيحة لإسلام الشباب المسيحي في مصر أمام العالمبالصوت والصورة والمباشرة والمصارحة وفي تواجد قس وشيخ –مثلا ويمكن التفكير في طرقاخرى- ووسطهم المسلم الجديد (اثناء اعلان اختياره الجديد) أو (العودة الى القديم!) فستظل الرؤية شائهة –وسيتحمل الأمن نفسه نتائجها-وسيظل الحنق وتصاعد الفتنةالطائفية في اشتعال متزايد وستكون الشائعات في هذا الجو الغائم هي المسيطرة ،يغذيها الحقد من كل ناحية في الداخل والخارج وسوف لن يفهم الغرب طبيعة القضية اوسيبدو (ظاهريا!) وكأنه لايفهم \"المسألة المصرية\" في عصر الحوار والمعلومات! -وهوالعارف ببواطن الأمور !- وسيقف بجانب الأعلى صوتا اعلاميا حتى ولو كان ظالماومتعديا ومانعا للحريات التي يطالب بها الغرب نفسه!
اما نصائحي للجانب المسلم الذي يعلمالجميع انه غير معصوم وهي نصائح من خبرة سنوات في الإطلاع والاستماع المباشر لكافةغرف الحوار ويوميا على برنامج الحوار المسمى البالتوك-فليس عندنا سلطة مقدسة فضلاعن سلطة شباب في بعضه عدم خبرة. لكن اغلبه عنده رحمة وعدل وعلم ويتسم بالصبروالأخلاق الحميدة والجودة في الطرح فاني اقدمها كالتالي:
- تنحيةكل –او عدم التعامل مع-من يشتم النصارى ببذاءة او يهين المسيح او يسوع المسيح ،فمثل هؤلاء-خصوصا في غرف الحوار- أذية للإسلام والمسلمين بل والنصارى بغير داع! ويجب الإقتصار على الرد على صورة مايدعونه بالرب يسوع او المصلوب المؤله او عقائدالمسيحية المنحرفة ففي هذا كفاية وزيادة بدون تعدي تكون مفاسده اكبر من مصالحه،والا وقعنا لافي مخالفة صريحة لروح الإسلام فقط وإنما في مخالفة قواعد الحوار معالنصارى، مع العلم أن اغلب صوره مع النصارى ، خصوصا في كثير من غرف برنامج البالتوكالمشهور معتدلة وملتزمة بالحوار المثمر الجيد وكثير من الضيوف النصارى يمدحون تعاملهذه الغرف معهم ، ولاأكون عادلا ان قلت انه ليس عند النصارى غرف معتدلة في الحوارولكنها قلة واغلبيتها هي كما يسميها الشباب الذين يدخلون برنامج البالتوك \"غرفالمراحيض\" نظرا لمافيها من شتائم وهجاء بذيء وتعدي يفوقالوصف.
-هناك نماذح محترمة يجب اتخاذها نموذج لنا في الحوار المؤدب الناجح المحترمللمحاور الآخر من النصارى أو غيرهم ويتقدم هذا الصف الرائع : الدكتور منقذالسقار،الشيخ الذغبي، الشيخ أبو عبد الرحمن، الدكتور حسام ابو الخير، معاذ ، ميمو ،التاعب..الخ
-اقامة حوار بين الفريقين اهل الاسلام واهل المسيحية للإتفاق على نقاطمشتركة في مسألى اسلام مسيحي او ردة مسلم مع ان اغلب المشاكل تأتي من الجانبالمسيحي بل لم تظهر مشكلة واحدة من ردة مسلم.
-وقف الإتصال بالقساوسة كما يفعل البعضأو تصحيح الأخطاء في طريقة او توقيت وكيفية الاتصال من استخدام لغة أشد تهذيبا وعدمالإتصال بهم في بيوتهم وعدم التهكم المعيق للتقدم ، وترك فرصة كبيرة للقساوسةللتعبير عن عقيدتهم فبيان عقيدة القسيس هو من الأهمية كبيان عقيدتنا سواء (هذا كلهيحتاج لنفوس كبيرة وارجو ان يكون اصحاب هذا النوع من الحوار على مستوى المسؤولية –وهم على مستوى عال جدا من الخبرة النقدية- فللبيوت حرمة وهناك مساحة مباحة منالإتصال بهم في مكان خدمتهم أو عملهم فهذا لاأظن ان عليه غبار.فان لم يوجد فالكف عنهذا النشاط اولي واتخاذ صور اكثر نفعا واقل ضررا هوالاولى.
-على المسلمين ان ينفضوا عن أنفسهم سذاجة التعامل مع الأمن. ومثال الأخ أبويحيى يدل على أن الثقة المفرطة في التعامل مع الأمن يعتبر خلل قد يضيع حقوقالمسلمات الجدد، وأسأل الله أن يتقبل عمل اخي ابو يحيي فقد تحمل مالايتحمله انسانوفي ظروف صعبة وقاهرة وكان الرجل وحده والملايين نيام!، فالمسلم ليس خبئ ولايخدعهالخبئ. ويمكن لتفادي الإمساك بالأخت الحرة التي جاءت للإسلام بكامل حريتها ، انتبدل السيارة التي تستقلها بسيارة ثم بأخرى اثناء الطريق بل ويُسلك طريق آخر غيرمتوقع لتفادي اخذها وتسليمها للكنيسة فتسليمها للكنيسة مخالف للقانون المصري فليسفي قولنا هذا تلاعب بالقانون اذن!